الاثنين، مارس 26، 2012

ربما نعم...و الأرجح لا.....!!!!((من روائع شهر زاد))








هذا صباح مؤلم...استيقظت فيه على صوت صفير رياح الحنين إليك




ترى..
هل أيقظك الحنين من نومك ذات ليلة
فاستيقظت مفزوعاً لا شيء حولك سوى الفراق و الفراغ
فاستسلمت لأنينك
و دخلت نوبة بكاء لا انتهاء لها؟



هل سرت في الطريق وحيداً
و أنت تمسك يدك
و تبتسم لنفسك
و تمني قلبك المشتاق صدفة جميلة
تعيد إليك و إليه الحياة؟



هل فتحت دفاترك المغلقة يوماً و قلبت الصفحات
بحثاً عن امرأة كانت تعيش بك...
ثم قطعت تذاكر الرحيل
و ارتدت حذاء الغياب
و رحلت
تاركة خلفها بصمات بعمق البئرتذكرك
بأنها ذات يوم كانت تقيم فيك كالدم؟


هل قاومت عطشك يوماً
و امتطيت خيول الشوق
و خرجت تبحث عن أيامك المفقودة
و قطعت طرقات الضياع
و سابقت جنون الرياح
لأيام تتمنى لو أن الزمان يهديك ساعة واحدة منها؟

هل طرقت باب ذاكرتك يوم ميلادي
أغمضت عينيك في زحامهم
و استحضرت وجهي الحزين عند الرحيل
و قلبي المرتعش رعباً عند الوداع
و رددت بينك و بين صمتك:
ترى ماذا فعلت الأيام بقلبها بعد قلبي؟


هل فتحت أجندة ذاكرتك ليلة العيد
و لمحت بقايا حروف اسمي
و أرقاماً ضائعة بين السطور
ففكرت في أن تهاتفني
فخانتك جرأتك و خذلك كبرياؤك
و أجلت حنينك عاماً آخر
و استقبلت العيد وحيداً
حزيناً كطيور النورس؟


هل زرت الأطلال بعد رحيلي
و سرت بين الأشلاء وحيداً
و شممت عطر الأمس
و تعرقلت قدماك ببقايا الأحلام المتهشمة
و جلست تحدث البقايا عني
و تنادي في فراغ الفراق
فلا تسمع سوى بكاء الأمس؟؟


هل سرت فوق الشواطئ الحزينة
و تمددت فوق رمال الحنين
و سافرت خيالاً إلى مدينة الماضي
و تجولت في طرقات أحلامك
و رجوت الزمان أن يعود إلى الوراء بأعلى صوتك..
كي نعيد الحكاية الجميلة من جديد؟


هل أمسكت القلم بحكم العادة
و هممت بكتابة رسالة حب دافئة
و ناديت كل حروف اللغة
فخانك الحرف
و خانك التعبير
و مزقت إحساسك
و شعرت أن حزنك أكبر من الكتابة؟؟


هل دخلت مدينة خيالك
و بحثت عن طفل أحلامنا
و ضممته إليك بحنان
و اشتريت له لعبة جميلة
و أوصيته بنفسه خيراً
ووعدته بأنك ذات يوم ستعود إليه لتحتويه بحب
و أنت أعلم الناس أنك لن تعود أبداً؟؟


هل أحببت بعدي؟
و هل سردت حكايتي المجنونة معك على امرأة عاقلة
و تضخمت بالعقل و أنت تصف لها جنون مشاعري تجاهك
و انتشيت بغرور و أنت تهتك ستر رسائلي أمامها
و ضحكت بأعلى صوتك و أشرت إلى الجبال
و أنت تصف لها حجم ألمي عند الرحيل عنك؟؟


هل نجحت احداهن في احتلالك
فتسللت إلى قلبك في غفلة من قلبي
و أطاحت بعرشي بك
و شردت جحافل أحلامي
و جردت أعماقك من بقاياي
و أزالت كل بصماتي و خربشاتي على جدار قلبك
و أنهت عهدي الجميل بك؟؟


هل خلوت بنفسك في لحظة ألم
و سافرت في الدفاتر المغلقة
و أبحرت بين السطور المتبقية
و استرجعت كل تفاصيل الأمس
و سألت نفسك بانكسار
لماذا التقينا؟
و لماذا افترقنا؟؟
فغرقت في أمواج الحيرة
و تعرقلت بعلامات الإستفهام؟؟


هل تمنيت أن تجمعنا الصدفة الجميلة في الطريق
لترى ماذا فعلت بي الأيام بعدك
و أرى ماذا فعلت بك الأيام بعدي
و على أي الدروب تقف قلوبنا بعد الفراق
و ماذا تبقى فيك مني...
و ماذا تبقى منك في..
فخانتك الصدفة
و خذلك الطريق؟


هل اتخذت قرار النسيان يوماً ذات ذكرى
و تهت في صحراء الذكرى تبحث عن بئر النسيان
و نمت تحت ظلال الحزن
تحلم بحلم جديد لا يحتويني
و مدينة دافئة لم أترك آثار قلبي فوق طرقاتها
و حكاية أخرى لم أشارك في تفاصيلها
و لم أترك قطرات عطري الثائر بين صفحاتها؟


هل تجولت في الأسواق وحيداً
تبحث عن هدية رائعة تقدمها لي في عيد الحب
و وقفت بين الزهور حائراً
أيها تنتقي لقلبي
و أي الباقات تتركها على عتبة بابي
ثم تذكرت و أنت في طريق العودة أننا في حالة فراق
فأهديت الباقة لامرأة أخرى؟


هل حولك الشوق إلى فتى مراهق
فتجردت من نضجك و عقلك
و مررت حول منزلي ذات ليلة شتائية
و استترت في الظلام كي تراني
و تبللت بالمطر و أنت تكتب اسمي فوق الرمل المبلل
و عدت تبكي احساسك
و تحدث الطرقات عن حكاية ماتت
و تداري دمعك من شمس الواقع؟


هل تحولت إلى عصفور جائع
و طاردت أخباري في الصحف
كي تعرف من أحببت بعدك؟
و هل ما زلت أحبك بالحجم ذاته
أم أني ألقيت بك إلى ريح النسيان
و أغلقت بوابة الأمس خلفك إلى الأبد؟


هل دفعك قلبك نحوي
و أخذتك قدماك إلى شاطئ البحر
فجلست فوق الشاطئ وحيداً
و رجمت البحر بالحجارة
و أنصت إلى نحيب الأمواج
و امتلأت بالغربة
و داخلك إحساس بالحزن
حين خيل إليك أن البحر يسألك عني؟؟


هل طاردك الشوق يوماً كوحش مفترس
ففررت منه كالجبناء
و دفنت رأسك في تراب الواقع كالنعامة
و جسدت دور العاقل بجدارة
و تحدثت عن الحب باستهتار
و وصفت العاشقين بالغباء
و حين انهارت مقاومتك
بكيت فوق صدر الواقع كالأطفال؟؟


هل سرت في الزحام بحزن
تبحث عن وجه امرأة تشتاقها
و تنقب عن صوت غادرك كالغرباء
و احتضنت رعبك بارتعاش
حين اكتشفت أن الوجوه لا تشبهها
و أن الأصوات لا تمت لها بصلة
و أن الأشياء الجميلة لا تشرق في حياتنا
بعد الغياب مرة أخرى؟


هل فتحت عينك يوماً بدهشة
و لمحت سعادتك تتحول إلى عصفور صغير
تفرد نحو المجهول جناحيها
و تحلق بعيداً عنك
حاملة في منقارها أجمل أيامك
و أغلى سنوات عمرك
و تغيب كالحلم عنك
و تتلاشى كالسراب أمامك؟؟


هل التقيتني يوماً صدفة
فسألك قلبك عني بالحاح
فوقفت أمامي بصمت
و دققت في وجهي كي تتعرف إلي
و قلبت أوراق ذاكرتك كي تتذكر أين التقيتني من قبل
و تابعت طريقك و أنت تتساءل بفضول
ترى أين التقيتها؟
و من تكون؟؟


هل جرفك خيالك في مدن الأمس
فتجولت في طرقاتها بحثاً عن أنفاس امرأة
علمتك الحب
و علمتك الوفاء
و علمتك النقاء
و علمتك الفرح
و علمتك العودة إلى سنوات عشقك الأولى
و علمتك الحنين إلى صدر الأم؟


هل عدت إلى منزلك باكراً
و جلست بجانب الهاتف
تسترجع الذكريات
و الحوارات
و الضحكات
و الأصوات
و الحماقات
و سألت المساء أن ينتظر قليلاً
و رجوت الهاتف أن يهديك صوتي؟؟


هل ما زلت تقرأ "نزار"
كي تعلمك حروفه جنون الحب
و لكي تروض كلماته جموح شرقيتك
و لكي تهدي عيني قصيدة لم يكتب مثلها
و لكي ترد على رسائلي العاشقة بعشق أكبر
و لكي تسافر معي إلى مدن الخيال
و لكي تراقصني على أضواء الشموع
و لكي تهديني سوار الفل
و تطوق عنقي بطوق الياسمين؟؟


هل ما زلت مصاباً بداء الفوضى
تجمع فناجين القهوة حولك بكسل
و تنثر بقايا السجائر فوق الأوراق
و تترك الأوراق خلفك مهملة
و تبعثر الأشياء حولك بطيش
في انتظار امرأة تعيد ترتيبك؟؟


هل ما زلت تحتفظ ببعض رومانسيتك
و تزور الأطلال كالعشاق القدامى
و تعبث بأوراق الورد
تحبني
لا تحبني
تحبني
لا تحبني
أم أنك فقدت ثقتك بالورد منذ زمن؟؟


هل ما زلت تحتفظ بذاكرتك العاطفية
و هل ما زلت تتذكر أني أحبتك باخلاص و جنون
و أني كنت أخشى على هذا الجنون بجنون
و أن العقل كان أكبر عدو لإحساسي تجاهك
و أن العقل حين طرق باب جنوني الثائر
أهديته احساسي الجميل
و أصبحت بعدك امرأة عاقلة حد الملل؟؟
ترى هل ما زلت مصراً
عل أنك لا تستحق كل تلك الضجة التي
أحدثتها في مدينة الحروف خلفك؟؟

و قبل أن يرعبنا المساء
أشياء كثيرة
نتمنى بيننا و بين أنفسنا لو أنها كانت "نعم"
برغم يقيننا المؤلم أن الأرجح "لا"



و بعد أن أرعبنا المساء

أتمنى ..
أن لا تصابوا عند قراءة هذا المقال

...
بالإرهاق الذي أصبت به عند كتابته....

 من بوح الرائعة شهر زاد الخليج



أعلى النموذج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق