الثلاثاء، نوفمبر 20، 2012

إلى رجل يحتفظ بي


أكتب إليك ويرعبني علمي المسبق بــ أن رسالتي ستعود إلي بعدما يرفضها بريدك!!
حالها كــ حال عشرات الرسائل قبلها.. رسائلي التي تعود إلي منك  مكسورة الوجدان..
نعم سيدي لا أجهل مصير كل رسالة مني إليك إلا أني برغم  كل شيء ما زلت أؤمن بأن الأمل حقيقة يجب أن نصدقها ...
الأمل وحده ما يجعلني حتى اليوم أزف رسائلي إليك برغم رفضك لها...
سيدي
ما زال بريدك مغلقا في وجهي .. كــ  الحياة  التي أغلقت كل أبوابها في وجهي بتصريح منك أنت..!!
رحيلك عني  منح الحياة حق  نفيي منها بلا رحمة ولا شفقة...
ما عاد لي بعدك وطن...
ما عاد لي بعدك انتماء ...
ما عاد لي بعدك هوية ...
فمن أنا يا سيدي ؟؟؟؟
لا أملك حق الحياة... ولا أنال راحة الموت... فــ كيف لي أن أحتمل البقاء عالقة هكذا ؟؟؟؟
قل لي سيدي بــ الله عليك كيف أحتمل ما لا يُحتمل؟؟؟؟
قل لي كيف أكمل طريقي وأنا في الحياة جسد بلا روح  ,,, وفي الموت روح بلا جسد؟؟؟
رحيلك سلبني روحي...
ماتت بعدك روحي...
لكن جسدي ما يزال قيد نبض وأنفاس..!!!
كيف أكمل يا سيدي والموت والحياة بي يتصارعان بشراسة...
فلا الموت ينتصر ولا الحياة تتنازل عني له...
وبينهما ضاع كل شيء مني ....
سيدي
هل تظن أن  الأيام بــ مرورها والسنوات بــ تراكمها تملك قدرة انتزاعك مني؟؟؟
تملك قدرة شفائي منك؟؟؟
لا ورب السماء وأنت تعلم ذلك أكثر مني ...
قلت لك يوما //   عاهدني أن لا تغيب يوما //
فهل ظننتني يومها أقول ما لا أعنيه؟؟؟
لا يا سيدي ..
وحق من جعلك للروح روح أني ما كنت أعيدها مرارا وتكرارا عليك إلا لأني أعلم عني ما لا تعلم وأنت مني وبي...
أعلم أني لن أقوى الحياة بعدك ...
لن أكون بعدك...
لذا كنت دوما أستحلفك بــ كل مقدس لديك أن لا تغيب أبدا....
ولكنك غبت .. غبت وتركتني لي .. مشوهة .. ممزقة..
تركت لي بعدك نصف حياة ونصف موت...
وكنت يوما رجل يكره أنصاف الأشياء...
سيدي
لم أقبل يوما أن يطالك سوء مني أو من الغير بــ حضوري وعلمي...
وحتى عندما أعلم بــ أن  أحدهم أساء إليك ولو بــ حرف في غيابي لم أكن أتأخر عن الدفاع عنك .. لم أكن أتردد  لــ لحظة في نهش من يسيء إليك ...
كنت وما زلت وستبقى  محفوظا ومصانا لدي حاضرا وغائبا...
سيدي
كنت أفاخر بــ معرفتك...
بــ قرابتي إليك...
بـــ قربي منك...
كنت أفاخر بــ وجودك...
والله ما خجلت يوما من محبتي  لك...
و ما ترفعت يوما عن الاعتراف بــ تبعيتي لك ...
بل كنت دوما أجاهر بــ أنك الرجل الوحيد الذي  أخلع عني في حضوره كبريائي وكرامتي..
الرجل الوحيد الذي  روض  تمردي..
الذي عقَّل جنوني..
الذي رتب فوضويتي ..
الرجل الوحيد الذي أقبل بين يديه بــ ضعفي وانكساري ..
الرجل الوحيد الذي  أمامه أكون أنا هي أنا...
سيدي
حين أحببتك تنازلت عن كل شيء في سبيل أن أكون إمرأة تليق بــ محبتها لك..
من حينها لم أرتكب خطأ واحد ..
لم أقرب خطيئة..
فقط كي لا أجدني أمامك عاجزة عن اخبارك أني  لم أكن الأنثى التي تليق بك..
حين أحببتك تنازلت عن عرش الأنوثة في قلب رجل سواك...
رفضت أن أكون زوجة لــ أي رجل لــ أني لا أتشرف بــ  حمل اسم رجل ليس أنت...
ضحيت بــ أمومتي  لــ أني أرفض أن أكون أم لــ طفل لست أباه...
وأغلقت عالمي على ذاتي وأقسمت بــ رب العرش العظيم إن لم أكن لك فلن أكون لـــ سواك ما حييت ...
سيدي
حين أحببتك كنت أعلم أني لن أكون في حياتك إلا  أنثى تعشقك بكل ما فيها دون أن تنال شرعية هذا العشق ...
وقبلت عن طيب خاطر...
وكنت سعيدة ولا أزال ...
حبك بالنسبة لي كفاية لا حدود لها....
سيدي
أحببتك حاضرا وأحبك غائبا و ســ أحبك ما طال بي العمر ...
لا تظن أن الغياب الذي ذهب بك دوني قد حررني منك...
لا وحق أنفاسك الطاهرة ...
فما نال الغياب من حبك ولا طالتك أنامله...
فــ أنا هي أنا برغم غيابك..
أنا الأنثى التي استغنت بك عن كل شيء سواك...
فكما كنت أغلق عالمي علي في حضورك..
أغلقه اليوم علي في غيابك...
ورب السماء أن الغياب ما زادني إلا حبا لك ووفاء لك وتعلقا بك...
عالمي لا شيء فيه إلا أنا وأنت وذاكرة تتنفسك بكل وفاء وولاء...
سيدي
هل يكفيك هذا مني؟؟؟
أعلم أنك رجل لا شيء يوفيه حقه كما يليق به لكن هذه طاقتي ..
بها أحببتك ورجائي أن توفيك بعض ما تستحق...
سيدي
أعلم أنك حتى اللحظة  تمارس قراءتي كــ كل طقوسك المحببة إلى نفسك...
أعلم أنك الآن تقرأني همسا كــ عادتك ...
وها قد قرأت بعض ما وددت أن  أذكرك به لا أن أخبرك به...
فــ أنت لست جاهل به لأخبرك ..
بل أنت ناسي له لذا أذكرك..
إن كنت قد قرأت ما ورد أعلاه فهذا يعني أنك الآن وصلت إلى هذا الحرف..
لذا يا سيدي توقف عن قراءتي همسا و  اقرأ ما يلي  بعلو صوتك علك تسمعني
// أسألك بــ أعظم وأشرف وأطهر اسم في الوجود
أسألك بــ الله .. ومثلك لا يرد من سأل ...
أسألك بــ الله أن توقف هدر كرامتي  ونزف كبريائي علانية  أمامهم...
أسألك بــ الله أن تحفظ لي ما بقي من ماء الحياء المنسكب علانية أمامهم..
أسألك بالله أن تحميني من أعينهم وتصونني من ألسنتهم..
أسألك بــ الله أن تجنبني استجداء آثارك في خطواتهم..
أسألك بــ الله أن تستر حزني العاري علانية أمامهم ..
أسألك بــ الله أن  لا تجعلني بعد اليوم حديثهم وسخريتهم وذنبهم العظيم ..
أسألك بــ الله
أسألك بــ الله
أسألك بــ الله
أن لا ترد سؤالي//...
هنا لا بأس في أن تعاود  قراءتي همسا سيدي...
سيدي
أنت تعلم مطلبي وغايتي ورجائي ...
فــ هبني  حاجتي منك وكفاك صدا لي ...
كفاك سيدي وكفاني أبواب موصده وأذان موصده  وقلب موصد...
سيدي
لم أطلبك شيئا محال ...
فــ كل ما طلبته منك فقط أن تعيد لي حقي في الحياة...
سيدي
لم أرتضي لك إلا الشموخ والعزة فــ لا ترضى لي الذل والمهانة ...

ناديا الشراري
الثلاثاء 20 نوفمبر 2012م
05:00 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق