الجمعة، ديسمبر 28، 2012

إلى رجل يقتات بــ وجعي!!!


((وجدت نفسي أمام حقيقة غريبة جدا وقد تبدو شاذة ومنفرة ..
مشكلتي أنني لم أتمكن من تكييف  وجودي مع المجتمع المحيط بي..
لم يقبلوني كما أنا ولم أستطيع فعل ما يريدون..
حتى أحل هذه المعضلة  لا بد من ثلاثة رجال في حياتي ...
رجل يتعامل مع جسدي (زوج) يرتضيه المجتمع وأصبح زوجة وأتوقف عن مواصلة  مسلسل  الطلاق في حياتي لأنني سأتقبل وجوده طالما أيقنت أنه فقط رجل للجسد ومن هنا لا بد من رجل القلب والروح حتى لا أقع  فريسة الفجوة المرعبة بين رجل يخاطب جسدي ولا يتقن لغة قلبي وروحي...رجل القلب والروح سأحبه لأخر نبضات وجودي لأنه يوما لن يمس جسدي لذا هو في مأمن تام عن الموت كراهية له كونه لمسني...وحتى أستطيع النجاة من ازدحامي بهما و بي  يجيء رجل العقل ..الرجل الذي لا يبتغي جسد ولا يطمع بقلب وروح.. فكل ما يغريه في كياني هو عقلي ..رجل يقرأني بحيادية تامة ومنأى عن التفاعل مع كلماتي عاطفيا أو إنسانيا أو على أي صعيد من الأصعدة.. هو رجل يتعامل معي لغويا فقط...حين يكتمل في حياتي المثلث المستحيل سأصبح كما يريدني المجتمع دون خسارة ما أنا أساسا عليه..))..
أتذكر سيدي كلماتي هذه؟؟
أما أنا فأحاول تذكر ردة فعلك يوم بعثت بها إليك..
لكنني لا أذكر..!!
أتراك يومها ثرت في وجهي غاضبا؟؟
أتراك انتقدت تفكيري واستنكرت وقاحتي؟؟
أم أنك يومها اكتفيت بالصمت احتجاجا  كــ حالك دوما كلما أغضبك مني تصرف ؟؟
سيدي
ترعبني ذاكرتي وهي تفقدك تدريجيا..
أصبحت أنسى الكثير مما كان بيننا.؟؟!!
تخيل سيدي بدأت أفقد ذاكرتي بك..!!؟؟
بعيدا عن ذاكرة توشك على النفاذ منك..
وبعيدا عن ردة فعلك التي لا أذكرها...
تعال أخبرك بالجديد هنا...
الجديد يا سيدي أني الآن أحقق ما كنت أقوله لك على أنه مجرد تخيل ...
سيدي
الخيال أصبح واقع ملموس هنا...
هنا اليوم رجل فعلي ...
رجل أحاول استيعاب وجوده...
هل تستوعبه أنت؟؟؟
قل لي بأي الأشياء أبدأ سرد هذه الخرافة عليك؟؟؟
أي التفاصيل تغريك معرفتها أكثر؟؟؟
أتتعجب من تسميتي للحكاية خرافة؟؟؟
سيدي
إن استطعت استيعاب ما يحدث هنا وقتها أخبرني لأعتذر للخرافات عن خطيئة نسب هذه الحكاية المجهولة المعالم والهوية لها...
حتى تستوعب لنبقيها خرافة بكل ما فيها ...
عد معي لخرافة وجوده هنا..
كنت أسمع وقع خطواته وهو  يصعد الدرج بثقة..
كانت قدماه تنقر على رأسي لا على الأرض..
كنت أسمع أنفاسه ..
عجبا كيف أرصد أنفاسه ولا أجد أنفاسي أنا؟؟؟
بيده أغلق الباب خلفه.. خطى إلى داخل الصالة ثلاث خطوات.. كم  أكره هذا الرقم.. جلس يستريح على الكنبة.. شعرت بها تسألني بهمس ..
من هذا؟؟.. حالها كــ حال كل الأشياء حولي.. كل شيء هنا يسأل مستغربا عن هوية هذا الرجل الذي اقتحم المكان بلا سابق موعد...
ابتسم ابتسامة لا أجد لها تعريف ثم  أشار لي بيده ..اقتربي ..
سرت نحوه .. لا أشعر بأرض تحت قدمي.. لا أشعر أن لي قدمين أساسا..
جلست بجواره.. أطبق على يدي بيده.. بالكاد خلصتها منه..
أخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعري.. يزرع عينيه على وجهي وتضاريس جسدي..
وأنا أحاول أن لا أستنشق سموم حضوره..
كان  يتغزل بجمالي وكيف أني لا أزال بكامل أنوثتي وسحري..
يتكلم ويتكلم.. وكل ما بي يصرخ فيه // اخرس//!!
أفلتُ بشق الأنفس  من بين يديه .. تحججت بإعداد القهوة  للهروب من عيناه التي استباحت وجودي..
وقفت أطالع حبات البن وهي تحتضر قهرا  على النار.. بينما كان صوته يصلني مقززا وهو يثني على ذوقي الواضح في كل الأشياء في منزلي..
سكبت القهوة في فنجانين..
حلمت كثيرا بأن تكون صاحب الفنجان الآخر .. لكن الأحلام يا سيدي ممنوعة من الصرف في عالمي..
أخذت أرتشف القهوة وعيناي تحدق فيه..
كيف لهذا الرجل أن يكون هنا؟؟
وداخلي سؤال يحرق روحي..
هل ستغفر لي خيانتي لك؟؟؟...
لا يهم غفرانك سيدي..
فمن يقترف الخيانة لا ينتظر الغفران...
وضعت الفنجان من يدي .. أشعلت سيجارة ..
مد يده واختطفها من بين شفتي.. وأخذ يدخنها ..!!
حتى سيجارتي باتت  حق مشروع له؟؟؟
ولما لا تكون إن كنت أنا حق مشروع له؟؟؟
سيدي
لما نفقد احساسنا بالأشياء حولنا حين نكون في قمة الألم؟؟؟
أهو خدر الألم ؟؟
أم هو خدر اللا حول ولا قوة؟؟؟
وحطت يده على وجهي باردة جدا.. باردة لدرجة جعلتني أنتفض ..
و أخذ يعتذر لي عن مباغتة يده لخدي..
أليس من الأولى أن يعتذر عن مباغتته لحياتي ؟؟
سيدي
رجل غيرك هنا..!!
سيدي
رجل غيرك هنااااااااا
أتراك الآن تستوعب؟؟؟
ومضى في استيفاء كل حقوقه...
كل شيء هنا مباح له...
كل شيء هنا طوع يده...
طوع رغباته...
سيدي
أين أنا؟؟؟
لا أشعر بي..
لا أشعر بجسدي ..
لا أشعر بخفقات قلبي ..
لا أشعر بنبض أوردتي..
سيدي
هل مت ؟؟
لا لم أفعل .. فها أنا أنزفني أمامك...
أتراني؟؟
أتشعر بي؟؟
أرجوك أخبرني..
فقط أريد الاطمئنان علي...
سيدي
البرد هنا مميت..
الصقيع يفترش المكان...
أين أجد دفء أتقي به الموت بردا؟؟؟
سيدي
أمامي تنصهر شموع ثلاث..
تنوح عوضا عني..
تبا حتى هي ثلاث..
قلت لك أكره هذا الرقم...
هل عاد من حقي أن أكره شيء؟؟
أن أرفض شيء؟؟
أن أتمنى أو أشتهي شيء؟؟؟
لا سيدي لم يعد لي حق في شيء ..
لم يعد صدقني بعدما غدوت أنا حقا مباح له...
سيدي
بدأت أحرفي هذه بجزء من رسالة بعثت بها يوما إليك..
يومها كنت أتهكم على ذاتي..
ظننت أني بتلك المعادلة سأحقق التوازن بيني وبين الكون حولي..
لكن توازني اليوم اختل  لدرجة أني  لا أظنني يوما سأتزن...
رجل الجسد سيدي هنا..
ولكن للأسف لن يكون لغيره مكان..
لم يتبقى لغيره شيء...
لا رجل للقلب والروح والعقل..
فما عادي لدي إلا فتات مشوه لا يصلح لأحد..
فتات لن يرضى به رجل ...
سيدي
قلت لك في ختام تلك الرسالة
((هنا أوضح لك فلسفة وقفت عندها للحظات لا أقصد أن أزف إليك نبأ منخفض فكري  وأخلاقي جديد لدي..
 لا تخف سيدي هو كلام لا حياة له خارج هذه الرسالة...))
 أما في ختام رسالتي هذه أقول لك
لا تستنكر بعد اليوم إن غدوتُ بلا فكر ولا أخلاق...
فحين يصبح كل شيء فيك مباح للغير لن يبقى للفكر والأخلاق وجود...
سيدي
أرجوك ,, لا تأخذ العزاء بي ...
فقط ,, تعال نسخر من أوجاعنا..
ردد معي كثيرا ((سعدااااء نحن))..
رددها معي.. علنا نصدق أكاذيبنا..!!!

ناديا
الجمعة 28 ديسمبر 2012م
08:05 ص












هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    ألرائعه ناديا
    ماأروع ماتكتبينه هنا
    سلمتي وسلم قلمكي

    ارسلت لكي رسالة علي البريد
    ولاأدري وصلتكي أم لا

    في انتظاركي وشكرا جزيلا

    اختك بليسان

    ردحذف
  2. العزيزة بيلسان
    تشرفت بقراءة رسالتك الغالية وكم تمنيت الرد عليها ولكنني لم أستطع الوصول إليك لذا أرد عليك هنا....
    عزيزتي
    الحديث معك يسعدني والتعرف إليك يشرفني
    تركت لكي هنا ما يحملك إلي...
    ستجديني في إنتظارك بكل محبة....

    تحياتي لكي

    ردحذف