الجمعة، أغسطس 23، 2013

اقرأوا لنا ولا تقرأونا


ما الذي جعلنا نصل إلى هنا؟؟؟
فيما مضى حين كان أي صاحب قلم ينثر جميل بوحه ،،
 فإن أصعب ما قد يواجه هو النقد  لما كتب ،،
ذاك النقد قد يوجه لــ أفكاره ،، مبادئه ،، انتماءاته...الخ
انما لا يطال شخصه أبدا....
اليوم نلاحظ تصرفات غريبة جدا وشاذة جدا ممن يقرؤون(البعض لا الكل)  ،،
اليوم صاحب القلم لا يواجه نقاد بل يواجه  فئة من القراء  لا أعرف هل أصفهم بــ محللين نفسيين  أو منجمين  أو ماذا؟؟
تلك الفئة حين تقرأ لشاعر  أو كاتب تبدأ بالتحليل  ،، وليتهم يحللون لغته بل يحللون شخصه!!
يصبح الشاعر / الكاتب حديثهم الذي لا نهاية له!!
فئة متخلفة  تظهر بشكل ملحوظ في عالمنا الالكتروني ،،
تتكاثر ببشاعة على الصفحات الالكترونية ،،
في مواقع المفروض أنها وجدت للتواصل بشكل حضاري بين المجتمعات والثقافات والحضارات المختلفة ،،،
نراهم حين يقرؤون  لــ شاعر / كاتب  يحكمون عليه من خلال أحرفه !!
يصنفونه أخلاقيا وفكريا وربما نفسيا وعقليا بما يتهيأ لهم أنهم فهموه!!،،
يقرأون الشخص نفسه لا الحرف ؟؟!!!
 هذه القراءة بهذا الشكل رغم بعدها عن المنطق والواقع  تبقى الأهون حين نتعامل مع الوجه الآخر لقراءتهم للشاعر/ الكاتب ،،
قراءة غبية ،، سطحية حد السذاجة ،،
 قراءة ينتج عنها ثرثرة  بتفاهات لا معنى لها،،
// هو يقصد فلانة
يكتب لها
هذا البيت يشي بها!!!
تلك العبارة تعنيها!!!//
افتراءات ما أنزل الله بها من سلطان!!!
الكارثة أنهم يصدقونها ؟!!
والأدهى من ذلك حين تربط عقولهم المفرغة بين قصيدة لشاعر / شاعرة
وحروف لكاتبة / كاتب؟!!!
ليبدأ الشاعر / الكاتب معاناة التعرض لعلامات استفهام غبية جدا يجاهد في التصدي لها،،
وليته يسلم منهم،،
إن أجابهم بالنفي كذبوه!!!
وإن أجابهم بما يصدق على   أوهامهم  فقط من باب التخلص منهم يكون بذلك قد وضع حياته في مرمى ألسنتهم الرطبة بالزور والبهتان ...
وإن امتنع عن الاجابة وآثر الصمت  فــ رحمة الله وحدها القادرة على انقاذه من بين أنيابهم القذرة....
ليت هذه التكنولوجيا ما كانت ،، فحين كان عالمنا ورقي كان من النادر إن لم يكن من المحال وجود مثل تلك الفئة المريضة ...
وحتى إن تواجدت فهي تنحصر في صحافة معينة ،، صحافة نحن  من نقرر قراءة ما تكتبه من عدمها ،،
أما في العالم الالكتروني كل من هب ودب يكتب ما يشاء وقتما يشاء وأينما يشاء؟!!!
صدقا يزعجني جدا ما يحدث حولي وللأسف يحدث لي ،،
تلك الفئة المريضة ألا تعرف أنها حين تسيء لصاحب قلم فهي تسيء لمجتمع بأكمله؟؟
هل تدرك تلك الفئة معنى وقيمة صاحب القلم؟؟؟
أصحاب القلم
هم ثروة لا تُقدر بثمن ،،
قيمة وجودية كبيرة جدا ....
كم من قلم  غير  تاريخ أمة بــ أكملها ؟؟؟...
هل تدرك تلك الفئة أي جريمة تقترفها؟؟؟؟
//طبعا حين أتحدث عن أصحاب القلم فــ أنا أقصد الصفوة منهم ،، الذين عرفوا برقيهم الفكري والأخلاقي ،، الذين يقدرون القلم  التقدير اللائق به ...
أولئك من أقصدهم ،، أما البقية فــ هم ليسوا إلا شوائب بشرية لا قيمة لها// ...
أصحاب القلم
حين يتحفوننا بشيء من ابداعاتهم  ،، من الواجب علينا كــ قراء لهم أن نشكرهم الشكر الذي يستحقونه منا،،،
ذاك الشكر يتجسد في صورة واحدة فقط ،،
وهي احترامهم من خلال احترام أحرفهم ...
لا شيء ينتظرونه منا إلا الاحترام ،،
فهل هذا صعب ؟؟؟!!!
ليت تلك الفئة تفهم أن المطلوب منها فقط أن تتعامل مع حرف لا مع شخص،،
مطلوب منها أن تكون علاقتها مع ما يكتبه الشاعر / الكاتب لا معه هو ،،
لكم روائع ما ينثرون بعيدا عن تفسيراتكم  وتكهناتكم ،،
لا شأن لكم بما لم يُصرحُ به،،
لا تضعوا على شفتيه أحاديث لم تسمعوها،،
لكم لغته ،، اقرأوها ،، انتقدوها،، سبوها ،، العنوها إن شئتم،،
لكن هو لا ،،
دعوه بعيدا عن فراغة عقولكم ومحدودية تفكيركم ...
لكم حرفه لا هو،،
ارتقوا قليلا كي لا ننحط معكم ،،
فــ والله  لن  يرتقي مجتمع لا يستطيع الفصل بين  الشاعر وقصيدته والكاتب وحرفه ..
أرجوكم اقرأوا  لنا ولا تقرأونا ....


تحياتي لكم
ناديا الشراري
الجمعة  23 أغسطس 2013م
04:23 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق