الخميس، سبتمبر 26، 2013

أصوات الشياطين


جلست أمامي تبكي...يعتصر الألم فؤادها..تزهق الحسرة روحها...قالت لي بصوت تكاد العبرة تخنقه((يخوض في عرضي!!يشوه سمعتي!!))..و استطردت في حديثها وكلماتها بالكاد تخرج من شفتيها لشدة حزنها وهول ما أصابها..كنت أستمع إليها وعقلي لا يستوعب ما تسمعه أذناي.. ولغتي لا تدرك ما تقول..
كان زوجها بالأمس القريب..لسنوات عدة...فشاء الله أن ينفصلا بأبغض الحلال...لم يكن بينهما أبناء...غير أن بينهما صلة قرابة قوية..وعشرة سنوات طويلة..
تزوج بغيرها ...وتزوجت بغيره...ولكنها للأسف لم توفق في زواجها الثاني...وعندما علم بانفصالها عن زوجها أراد منها أن تعود إليه غير أنها رفضت بشدة ...فما كان منه إلا أن  يخوض في عرضها !!ويشوه سمعتها أمام الجميع..لم يترك عيبا إلا وضعه فيها..لم يترك جرما إلا ألحقها إياه...لكأنها كفرت حين رفضت العودة إليه...
صاحت بي ماذا أفعل؟؟كيف أنجو مما قذفني به؟؟غير أني لم أجبها ..لذت بالصمت لضعف حجتي ..فأي حل سأنقذها به؟؟
خرجت من عندي تجر ما بقي من كيانها الذي دمرته كلمات خرجت من فم من لا يخشى حسيبا ولا رقيب...
ولم يبقى إلا صدى صوتها((حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل..))
كم هو مليء مجتمعنا بمثل هذه المأساة..كم من امرأة دمرت حياتها بسبب رجلا طلقها؟؟كم من فتاة ضاع مستقبلها بسبب شابا تعرفت عليه واستغلها؟؟وكم من عائلة تشتت بسبب تهم باطلة؟؟
لماذا من السهل أن يخاض في عرض المحصنات الغافلات؟؟
ولماذا من السهل أن يحكم المجتمع على إنسانة بالسوء لمجرد كلام قاله من لا يخشى الله؟؟
إن كان هذا الشخص قد تجرد من إنسانيته..قد ألغى مخافة الله من قلبه..هل لنا أن نأخذ بكلامه؟؟
هل يصدق فقط لكونه كان يوما زوجها؟؟
يا مجتمعا يرسم الإسلام عوائده.. ويحكم تصرفاته.. لما نسمح لأمثال هذا الرجل بالاستطراد في لغو الحديث؟؟ألم نؤمر إذا جاءنا فاسق أن نتبين؟؟
((وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))صدق الحق ..
لا نستطيع أن نُخرس أصوات الشياطين.. ولكننا نستطيع أن نُغلق آذاننا عن سماعهم.. نستطيع أن نحكم بعدل متخذين من ديننا الحنيف منهاج تعامل مع البشر..إن كان مجتمعنا للأسف يحوي أمثال هذا الرجل من السفهاء..فهو بالتأكيد مليء بمن مازالت قلوبهم عامرة بالرحمة..وعقولهم نيرة بآداب الإسلام.. لما لا نعمل جميعا على قتل مثل هذا الفساد الذي بدأ يشوه مجتمعنا الإسلامي..قد يقال وكيف يكون ذلك؟؟ليست مسألة معقده فكل ما تحتاجه هذه الظاهرة حتى تندثر قليلا من التعاون الذي أمرنا به رسولنا الكريم فعندما نصادف من يتحدث بمثل هذه التفاهات كل ما علينا فقط أن نأمره بالصمت..ونذكره بأن مثل هذا الحديث هو كبيرة من الكبائر ..فإن ارتدع وعاد إلى الحق نلنا مبتغانا وصنا عرضا أمرنا بصيانته ..وإن أبى العودة عن طغيانه فلنطرده من مجالسنا ..ولنمتنع عن مخالطة أمثاله..لو فعلنا هذا لقضينا بعون الله على هذه الجريمة التي لا يذهب ضحيتها إلا أضعف خلق الله المرأة..
أتعرفون أنكم إن لم تفعلوا فأنتم شركاء بهذه الجريمة؟؟؟
لما تطربون لسماع مثل هذه الأشياء ؟؟
لما لا تصرخون في وجه من يبث هذه السموم ( اخرس)؟؟
يامن هانت عليك حرمات المسلمين..واستهنت بالخوض في أعراض المحصنات..تذكر دقة بدقة..فاليوم أنت من يتحدث عن عرض فلانة وغدا من يستمع للحديث عن عرض محارمه..  وأنت يامن يستمع لمثل هذا الحديث لا تنسى أن المرأة التي يخاض في عرضها على مسامعك قد تكون ابنتك..أمك..أختك..زوجتك .. فكل نساء المسلمين هم عرضك أنت فلا تطرب أذناك لمثل هذا الحديث..


ناديا الشراري
الخميس 26 سبتمبر 2013م
07:33م






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق