الثلاثاء، أغسطس 04، 2015

وننتظر؟!
هل الانتظار تعود؟ كلما ترجلناعن انتظار امتطينا الآخر ؟
مثلي لا تتعود،،
مثلي لا تتنفس الروتين ،، والانتظار بطبعه روتين مميت،،
تعرفونه؟
غثيان يتفاقم ،،
صداع يتفشى ،،
تشعر أن أحشائك تتداخل ،،
خلاياك تتناحر،،
مسام جسدك تفرز قطرات من روحك تدريجيا حتى تنتهي ،،
أريد أن أتقيأ ذاتي المسمومة،،
ما بي؟؟
أهو الطقس ؟
أهو الحنين؟
أهو الفراغ؟
أهي أنا التي لن تغادر هذه المتاهة ؟؟
متاهتي هي أنا..
أنا التي احترت بها ،، كيف أرضيها؟؟ كيف أتصالح معها ؟؟ كيف أتقي شرها؟؟
مريض هواء اليوم،، شاحب،،مثقل بسموم الكون،،
كيف نتنفسه ونبقى أحياء؟؟؟
انتظار
انتظار
 لعنة الله على ما ننتظر
ليتني فقط أعرفه؟؟
اليوم ،، لا بل منذ أيام وثمة ضجيج أعرفه يحاصرني،،
ضجيج ظننتني أخرسته منذ غادرت حدود وطني إلى وطن لا يعرفني فيه سواي ،، ورجل يحبني بكل تناقضاتي ،،
منذ أيام وكلما فتحت عيناي أرتطم بسقف لا أعرفه رغم أني تحته منذ سنة !!
أفر من كابوس إلى كابوس،،
لدقائق أظل مكومة تحت غطاء لا أعرف رائحته وهو يحتضنني منذ سنة!!
أستوعب للحظات أني هنا منذ سنة
هذا السقف سقف الشقة التي استأجرتها منذ سنة،،
هذا السرير سريري منذ سنة،،
وهذا النائم بجواري زوجي منذ سنة؟!!!
أنهض بخيبة أمل أكسبني إياها إدراكي..
أعد القهوة بتملل ،، وغالبا ما أستيقظ على رائحتها حين يعدها هو ..
أحمل فنجاني وأمضي إلى مقعد ملقى أمام نافذة بحجم الجدار ،، تطل على جزء من( شارع الأردن )،، في طريقي إليها أتناول علبة السجائر ،، أحرق سيجارة ،، والقهوة تحرق معدتي الفارغة منذ أيام،، وعيناي تحرق شجرة السرو المتراخية على نافذتي ...
احتراق ،،
عملية متواصلة،، دائرة لا تنتهي ،،
كل شيء فينا يحترق ،، كل شيء فينا يُحرق.!!
كيف أمي؟؟
هل استيقظت الآن؟؟
أظنها في هذه اللحظة تتناول قهوتها بصحبة أختي ،، هل أخذت دوائها؟؟ أم تناسته كعادتها لتجد مبررا لتوبيخ أختي ؟؟
أمي
كم نادمة أنا على كل لحظة ضاعت من عمري بعيدا عنكِ و أنا قربك،،،
لماذا لم أدرك كم أحبكِ إلا حين أصبح بيننا كل هذا البعد؟؟
لماذا يا أمي؟؟
لماذا لم تخبريني أن الغربة وجع ؟؟
أنت اختبرتها قبلي،، عرفتيها قبلي،،
لماذا يا أمي لم تهيئينني لها ؟؟؟
أم تراكِ يا أمي مثلهم صدقتي أني قوية ؟؟؟
ليتكِ يا أمي عرفتني ...لربما جنبتني قليلا من هذا ...
ماذا أنتظر؟
لا أعلم؟؟
هل تعلمين يا أمي؟؟
أتدرين يا أمي،، هنا لا شيء يشعرني بالغربة سوى الضجيج المتصاعد داخلي ،، حين أجدني مجبرة على كتمه وتجاهله لأن لا أحد هنا يمكنني البوح له  به ،، حينها فقط أعرف وجع الغربة,,أعرف معنى أن لا تجد سواك معك و أنت الأحوج للهرب منك..
أمي ،،
خذيني إلى ذاك الموت الهادئ ،، فأنا لا أجيد الحياة
ناديا
الثلاثاء4أغسطس 2015م
10:00 ص







هناك 3 تعليقات:

  1. يارب كل أيامك سعادة ، لاتحرمينا هذا الحرف المشبّع بالإبداع في كل مايخط ويجر ويعزف ، ناديا : كوني بخير وكل ثانية وأنتِ بخير .. وحفظ الله والدتك وكل شيء تحبه ناديا ..
    شكراً ..

    ردحذف
  2. مبدعةٌ دائماً ...
    كيف لا تجيدين الحياة وأنتي من يُعلم الناس كيف يعيشون الحياة . أطال الله في عمرك وحفظك بحفظه .

    ردحذف
  3. حينها فقط أعرف وجع الغربة,,أعرف معنى أن لا تجد سواك معك و أنت الأحوج للهرب منك..

    ردحذف