الجمعة، سبتمبر 01، 2023

بيوت

 

 

(( البيت اللي رباني ماراح وخلاني))

أهي الجدران التي التصقت بها ملامحنا؟

تلك التي تختزل أصواتنا ..ضحكاتنا؟؟

أهي الأبواب التي تنغلق على أحلامنا؟

النوافذ التي تفتح لنا آفاق حرية لا متناهية؟

تلك الرائحة التي ارتطمت بها حواسنا منذ بدء تعرفها على الوجود؟

بيوت

أم هي أولئك الذين قاسمونا كل البدايات؟

بداية الحلم

بداية الأمل

بداية الوهم

بداية الوجع

بداية الفقد

بداية كل ما عرفناه لأول مرة

حلو .. مر .. لا يهم

كل البدايات مذهلة

بيوت

أي هوية لها يمكننا من خلالها تحديد علاقتنا بها؟

معرفة مصائرنا بعدها؟

حزينة هذه الليلة أنا

ثمة وجع لا يصمت داخلي

هذه الليلة الوجع فاق رغبتي بالمداراة

المداراة هي نهج حياتي في السنوات الأخيرة

كل شيء ممكن

كل شيء مقبول

لا فرق

لا أهمية

أيام تلتهم أيام

وأنا المتخمة بها

هذه الليلة لا قدرة لدي على المداراة

أتساءل أحيانا  كلما لمست ضعف يقترب مني

ماذا ينقصك؟

لما لا تشعرين بالراحة؟

عمليا اليوم لدي كل شيء يمكن لأي إمرأة أن تطمح له

وظيفة

عائلة

سيارة

بدل البيت اثنان

ما الذي ينقصك لتتوقفي عن الولاء لوجع لا يقدر ولائك ؟؟!!

ينقصني البيت

بكل تعريف لم أصل له

بكل تفصيلة لم أدركها

ينقصني هو

ذاك الذي منذ غادرني بت بلا بيت

عارية من كل شيء

هو البيت الذي تخلى عني

غادرته وما غادرني يوما

تبا لهذا الحزن

لكل هذا الوجع الذي يعتصر روحي

تبا للاشتياق

للرغبة بالعودة لما كان

هذه الليلة عرفت جيدا أن البيت الذي رباني راح وخلاني ...

ناديا

1 سبتمبر 2023

 

 

 

 

 

 

 

 

هناك تعليق واحد: