الأحد، مايو 26، 2024

كلنا قتلى

 كيف لي أن أخبره ذاك الصغير أن روحي مقيدة؟

نظراته المصدومة تنهش وجهي

يبحث في ملامحي عن تبرير للخذلان

يديه الحائرة تطوق خصري أملا في النجاة

يجهش ببكاء يستنزفني

أنفاسه المتقطعة تحرقني

يظنني لا أشعر بوجعه وحرقة قلبه

ويصرخ بعبارة لن تغادر ذاكرتي بسلام

(ياماما حاسس حدا بيقتلني)

يلتصق جسده المقهور بي

وأنا تمثال شمع تعجز حرائق الكون عن إذابته!

وأفك تشابك جسدينا

وأبعده عني

أقبله

وأوصيه بنفسه خيرا

وأزفه إلى باب السيارة وهو يرتجف

وأودعه بإبتسامة تجرح طهر وجعه

وأغلق الباب بيني وبينه

ما عدت ندا لعينيه

وأرهف السمع

تبتعد السيارة

يختفي صوت بكائه

وأسقط

وأصرخ

وأضرب الأرض بيدي

وأتكوم على ذاتي

مثلك ياصغيري أنا

أشعر أنني أتعرض للقتل

ناديا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق