الأحد، مايو 15، 2011

عفوا,, ممكـــن تكــــذب علــــي؟؟!!!





تربينا على أن الصدق طريق النجاة,,,
تعلمنا أنه مهما كانت عواقب الصدق وخيمة ومها بلغت قسوة النتائج المترتبة عليه فهو بلا أدنى شك الأربح دوما والأفضل أبدا,,,,
حتى ديننا الحنيف أمرنا بالصدق ونهانا عن الكذب ,,,
كلام جميل لا يختلف عليه اثنان,,,,
والأجمل أن نعمل به,,,
أن يكون الصدق دستور حياة لنا,,,,

لكــــن ,,,
((وما أرهقني يوما شيء بقدر ما ترهقني هذه الـــ لكن))
ماذا لو طلب منك أحدهم أن تجتنب الصدق في حديثك معه؟؟؟!!!!
تستغرب ما أقول؟؟
أعلم ومثلك كان الاستغراب يخيم على عالمي بأكمله وقت طُلب مني الكذب,,,,

في البداية ظننت أن سمعي قد أصابه شيء,,,
بل هُيأ لي أن خلل ما ألم بعقلي وإدراكي وقتها ,,,,
لكن ما سمعته كان واضح لدرجة التشوه ,,,
((ممكن تكذبي شوي بلاها صراحتك الزايدة))!!!!!!!

في الآونة الأخيرة من حياتي أصبحت ألتزم الصمت كثيرا,,,
لدرجة أنني بدأت أجهل ملامح صوتي,,,
وبرغم أنني ألتزم الصمت طواعية ,,,,
إلا أن صمتي لحظتها كان إجباريا,,,,
أكاد أجزم أنني أصبت بالخرس والعياذ بالله,,,,

لماذا أصبحت الحقيقة في عالمنا مكروهة؟؟؟
لماذا أصبح الصدق نشاز في سيمفونية الحياة؟؟؟
ولماذا طالت أنامل المراوغة والتلاعب حتى أقوالنا؟؟؟

كنت أعتقد أن صراحتي سر جمال وجودي,,,,
وكم كنت أفاخر بسري العظيم,,,
غير أني فوجئت ببطلان اعتقادي!!!!

لم أؤمن يوما باللون الرمادي,,,
إما أبيض أو أسود وإلا فلا,,,
اليوم ما عادت الألوان تقتصر على الرمادي,,,
بل أضحت كل تفاصيلنا ملطخة بألوان متنافرة ,,
ألوان قتل بريقها البغيض نقاء الأبيض ,,,
ولاشى تداخلها الصارخ وضوح الأسود,,,,

لم أعترف يوما بشرعية الكذب الملون,,,,
إما الصدق وإلا فلا,,,
اليوم أقف عاجزة لا حول لي ولا قوة,,,
أقف صامتة أمام احتضار الصدق المغدور به رفضا,,,,
للأسف لا أملك له ترياق الحياة....

ترى هل أصبحت حتى الكلمات التي تغادر أفواهنا بحاجة للرتوش؟؟؟
قليل من لمسات الزينة لن تضر؟!!!
أيعني هذا أنها يوما ستشيخ؟؟؟
ستحتاج لعمليات تجميل تنقذ ما يمكن إنقاذه؟؟؟
إن كانت هذه هي الحال فسيجيء يوم لا ينفع فيه شيء....
يوم تقف فيه كل تقنيات العصر بكل تطورها عاجزة عن فعل شيء يقلل بشاعة الكلمات .....
ما العمل وقتها؟؟؟
مادمنا لا نملك الكذب,,,
مادمنا قتلنا الصدق مسبقا,,,
بأي لغة نتخاطب؟؟؟؟؟؟؟؟


سؤال يحيرني
من الذي تغير ؟؟؟
الزمن؟؟؟
أم نحن؟؟؟
هل بتنا عاجزين عن تقبل الحقيقة؟؟؟
أم أن زمننا يوجب التعاطي معه وفق تسارعه؟؟؟
كان الحديث فيما مضى أخذ وعطا,,,
واليوم أصبح((يا ريت تختصر))!!!!
وبما أن قول الحقيقة يترتب عليه في بعض الأحيان صدمة والصدمة توجب وقت لاستيعابها والتعامل معها,,,ونحن ما عدنا نملك وقت من الأساس,,,لذا يرحبون بالكذب ففيه نلتف على صدمة الحقيقة وقد نتجنبها,,,بذلك نختصر الوقت بما أننا لا نملكه,,,
أيعقل أن هذا هو سبب الترحيب بالكذب ؟؟؟؟؟

لست مقتنعة
ولا أعتقد أنني سوف أقتنع
ها أنا من جديد أصطدم بمعتقداتي
صدقا بدأت أفقد ثقتي بها!!!!
كم أخشى أن يجيء وقت أقر فيه ببطلان كل معتقد حاربت لأجله سنوات من عمري!!!!؟؟

حتى إشعار آخـــــــــــــر
سألتزم الصمت ليس رفضا للكذب
بل احتراما لبقايا ثقة وهبتها لما أؤمن به .....
ناديا
14 مايو 2011م

هناك تعليق واحد:

  1. لطالم كان كاذب ...ولن اعاقبة ابدا على كذبة ..فهو كما اقول دوما"مضطهد"
    لن يكسر حواجز خوفه من اجلي..ولا حتى انا اريد منه ذلك..فربما يكلف هذا حبيبي حياتة...داوم على كذبك..لا تصرح بحبك..فروحك وكيانك اعز عندي من الاعتراف بحبك...

    ردحذف