الجمعة، مايو 20، 2011

أرجوكـــ ,,, لا تفعــــل


أرجوك,,,لا تفعل؟!!!

كبارا كنا أو صغار
متعلمين أو جهلاء
ضعفاء أو أقوياء
مهما اختلفت طبائعنا
مهما تباينت ثقافاتنا
وتحت أي صنف أدرجت شخصياتنا...
في نهاية الأمر نظل جميعنا بحاجة لقدوة نتمثلها في حياتنا,,,,
نبقى متعطشين لدرب ترسمه لنا تلك القدوة لنسير عليه محاولين أن نروي ضمأنا ,,,,
منا من يخذله الحظ ولا يجد لتلك القدوة طريقا ينقذه....
ومنا من يكون الحظ معه كريم لأقصى حد,,,
فنجده يمد للدنيا لسانه ((لن تهزميني وقد وجدت ما يقيني شروركِ))
وتبدأ الحكاية
ويأخذ الواحد منا طريقه مقتفيا آثار قدوته الحبيبة,,,
يفعل ما ينبغي فعله,,,
يتجنب ما يجب تجنبه,,,
ويقاوم بشراسة كل ريح قد تقذف به بعيدا عن تلك الآثار الغالية,,,,
وكلما تسللت أنامل الضعف للعبث بروحه,,,
يقطعها من جذورها,,,
ليس لأنه قوي بما يكفي لمواجهتها,,,
بل خجلا من تلك القدوة التي أعلن ولائه التام لها,,,,
فبأي وجه يعلن هزيمته أمامها؟؟؟

((طالب في المدرسة
نراه يتلمس كل خطوات أستاذه بنهم وتوق,,,
إن أمره كان للأمر مطيع,,,
وإن نهاه كان للتحذير متبع,,,
وهكذا يستمر الطالب بفعل كل ما يقربه من نيل أعلى درجات المحبة لدى أستاذه الحبيب,,,
ويجيء يوم
وتسقط الأقنعة
وتتعرى التشوهات
وتتهاوى القدوة
حينها يقف الطالب مشلول
عاجز عن التعاطي مع الموقف
أي الدربين يسلك
أيعود للخلف ؟؟
أم يكمل إلى الأمام؟؟؟
العودة مستحيلة بعدما قطع كل الجسور بينه وبين الأمس,,,
والاكمال مجازفة بعدما فقد الدليل الذي ينير عتمة القادم,,,,
يقف عالق بين ما كان وما قد يأتي...
وهنا لا سبيل للنجاة)).....


ليست المشكلة في أن نكون قدوة للغير...
نراعي تصرفاتنا...
نهذب أخلاقياتنا...
وووو....ألخ
المشكلة أن نكون على قدر المسؤلية ...
عندما ننصب أنفسنا قادة لأتباع وثقوا بنا....
عندما نمنح أنفسنا شرف أن يتخذنا الآخرين قدوة لهم...
عندما نبني عقول ونؤسس مبادئ....

مؤلم جدا أن تنهار أمامك قدوة رأيت فيها مرفأ الأمان لروحك الحائرة,,,
مؤلم جدا أن تفقد قدوتك تلك كل مصداقيتها وجبروتها أمامك,,,
مؤلم جدا أن تتلمسها فيذهلك الفراغ الذي أحدثه تلاشيها أمام سطوة النور,,,
وقاتل جدا أن تجد نفسك عالق في تساؤلات شائكة تمزقك بلا رحمة....

عندما تنهار تلك القدوة...ترى من المتضرر؟؟؟
بالتأكيد ليست القدوة حمل ضرر أكثر من الذي لحق بها وقت أضحت عارية من كل شيء إلا منها....يكفيها عارها..
نحن من يقع الضرر الأكبر علينا إزاء ذاك الإنهيار ....
وللأسف البعض أضعف من أن يتجاوز صدمته بمن وثق به وجعله مرشدا روحيا له في حياته...
فنراه يعاني انتكاسة أخطر من مرضه...
ومن يدري أي عواقب ستترتب على فقده لإيمانه بكل ما تعلمه على يدي قدوته الحبيبة؟؟؟؟

إلى كل قدوة وثقنا بها
إلى كل من سلمناه طواعية عقولنا...أفكارنا...أرواحنا
لا تبني ما تعلم جيدا أنك ستهدمه ذات خذلان...
لا تمنح ما تعلم جيدا أنك لا تملكه....
لا تزرع ما سيكون محصوله سام...

يا أنت
لاتغريني بقصور من رمال!!!
أرجوك لا تفعل...
ناديا
20 مايو 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق