الخميس، مايو 03، 2012

رجل لن أنساه


//  حــب لا أنســـاه  // 
فيلم قديم بعمر الزمان
وقع الليلة تحت يدي من حيث لم أنتظره
ليست هذه المرة الأولى التي أشاهده فيها
فقد حدث أن  شاهدته قبل سنوات طويلة جدا
في تلك المرة التي شاهدته فيها سخرت كثيرا من قصته وأكثر ما أثار سخريتي نهايته..
ما جعلني أسخر منه هو كيف أن بطلة القصة ترهن حياتها  لذكرى رجل مات؟؟!!
كيف تجعل عمرها بأكمله وقفا على ذكراه وهو الذي لن يعود أبدا؟؟؟
سخرت منه وقتها مع أنني كنت مراهقة من المفترض بي أن أبكي لأجل تلك البطلة المسكينة وأن أأيد ما فعلت بحكم فيض العواطف لدي في سن المراهقة..
لكنني لم أفعل وقتها...
اليوم وبعد كل هذه السنوات لا تزال بطلة القصة كما تركتها منذ ذاك الوقت.. لا تزال  وفية لحبيبها الميت..
اليوم أبكي لأجلها بكل ما أملك من عواطف يفترض أنها ما عادت شفافة رقيقة..
أأيدها اليوم وأنا الأنثى الناضجة  فكرا وعقلا وتجربة؟!!
حين كنت المراهقة التي سخرت من هذه المرأة لم أكن أعلم أنني سأكبر لأكون بطلة قصة لا تختلف عن قصتها...
لم أكن أعلم أن القدر يُعِدُني  لأكون أنثى تحيا على الأطلال..
أنثى لن تتجاوز حياتها ذكرى  رجل أحبته ورحل ..
رحل ليتركها خلفه أسيرة ذكراه ..
لتبقى هي من بعده وحيدة  بين جدران باردة ..
في عالم هجرته الحياة..
عالم  تنوح فيه الذكريات وتنتحب ...
عالم تسكنه أشباح الأمس ..
سيدي
أنا هي الأنثى المرهونة لذكراك...
حاولت أن أتقبل رحيلك..
أقنعت نفسي كثيرا أنك مت وأن الأموات لا يعودون مهما طال انتظارنا لهم...
لا يعودون مهما استجدينا القدر أن يعيدهم إ لينا..
مهما بكينا وتمزقنا حزنا وحسرة..
رددت كثيرا على ذاتي أنك مت لأضمن أني ذات يوم سأقتنع
بــ ((الحي أبقى من الميت))  ربما وقتها  أتمكن من تخطيك لأمضي لغدٍ  ينتظرني ...
سيدي
آمنت بموتك ليؤمنوا هم بحقي في الحياة بعدك..
لأجد لنفسي  العذر وقت ألقي بعمري في أحضان سواك...
لكنني فشلت سيدي
فكل الأحضان بعدك كانت تؤكد لي أنك أقوى من الموت..
وكل الرجال بعدك كانوا يؤكدون لي أنك رجلا من الصعب استبداله بسواه ...
سيدي
عذروني هم  لرغبتي في الحياة ولكنني لم أستطع أن أعذر نفسي...
سيدي
ظننتني حين أصدق موتك سأتناساك
فوجدت أن موتك أقوى من الحياة نفسها....
لم أنساك ولم أتناساك
كنت فقط أأجل هذه المواجهة قليلا
مواجهتي معي
واليوم وجدتني وجها لوجه معي
اليوم فقط تأكدت أنك بي
مثل دمي ونبضاتي وأوردتي وشراييني
اليوم تأكدت أنني لن أنساك إلا حين تنسى الحياة أنفاسي..
سيدي
سامحني لأني حاولت تصديق موتك
وأنت رجل لا يموت حتى لو غاب لآخر العمر..
سيدي
كم قلت لك أن الموت ليس جسدا يختبئ في أحضان الأرض..
نعم سيدي الموت ليس موت جسد..
الموت هو موتك بي وأنت بي حي لن يموت إلا بموتي ...
سيدي
سامحني لأني حاولت الهرب منك إليهم
كنت فقط أريد أمانا منهم ينهي خوفي
لكن أمانهم كان خوف لا ينتهي ...
سيدي
سامحني لأني ظلمتهم رغما عني
حين رأيتك  بهم
وسمعتك بهم
وأحببتك بهم
كلهم لم يكونوا بالنسبة لي إلا هروبا منك إليك...
سيدي
سأنهي بعثرة وجعي هنا
وأقوم أتوضأ بشهر زادك  لأغتسل من ضعفي وأتطهر من حماقاتي
وسأبقى لآخر عمري أصلي في محراب ذكراك ...
ذكراك الأنقى والأطهر والأصدق
وما حييت لن أحاول نسيانك
لأنك لم تكن حبا ينسى
بل أنت رجل  لا ولن أنساه....

ناديا الشراري
الخميس 3 مايو 2012م
2:16 ص



((سنوات طويلة مرت على رحيلك ومازال صوت بكائي في تلك الليلة يملأ أُذني .,

•يا أكبر من الكلمات
ماذا أكتب لهم عنك؟
وكيف أبدا بسرد حكايتي الحزينة؟
وبأي الحروف أصف الحياة؟
وحجم المساء
وثورة الحنين
وطعم البكاء
ولون الضياع بعدك؟

•يا أكبر من الكلمات
سنوات طويلة مرت
عمر بأكمله مرّ
كسلحفاة عرجاء
تجعدت فيه الوجوه
وبُحت فيه الاصوات
وتغيرت فيه الطرقات
ونضجت فيه الذكريات
وانت ما زلت هناك .,

•يا أكبر من الكلمات
سنوات طويله مرت كعجلات
القطار السريع
وانا هنا وحدي
اُحدث الاشياء عنك
واحتسي غيابك كالمر
واجدد طلاء البقايا خلفك
وانتزع الشوك من دروب العودة
علك يوما تأتي
فتأتي الحياة معك .,
ّ
•يا أكبر من الكلمات
ما أبعد المسافات بيني وبينك الآن
لكنني حين أناديك تسمعني
وحين أُحدثك تسمعني
وحين أبكيك تسمعني
فمازال لا يفهمني سواك
ومازال لا يستوعبني سواك
ومازال لا يهزمني سواك

•يا أكبر من الكلمات
مازال عالمك الجميل كما هو
أوراقك
أقلامك
قصائدك
هاتفك
رسائلك
سريرك
أشياؤك المتضخمة بعطرك وأحلامك
وما زلت أطرق باب ذكرياتي كلما
ضاق بي الوجود
أو ضقت به .,

•يا أكبر من الكلمات
ما زلتُ أسيرة احساسي الصادق نحوك
وما زلت أبحث عنك
بإرادة ويقين
فمازال قلبي يحدثني انك
ما زلت هنا
فوق الأرض
تتنفس كما اتنفس
وتعيش كما اعيش
وتُرزق كما أُرزق
وتتذكر كما اتذكر
وتشتاق كما اشتاق .,

•يا أكبر من الكلمات
أعلم
أن البحث عنك في رأيهم
جنون
والكتابة اليك
جنون
وانتظارك
جنون
وترقب عودتك
جنون
لكن جنوني أكبر من عقولهم
واحساسي أصدق من يقينهم .,

•يا أكبر من الكلمات
علمتني الحروف الأولي
والكتابة الأولي
والفرح الأول
والحلم الأول
والجرح الأول
والحزن الأول
والبكاء الأول
والانكسار الأول
فقد كنت بداية الأشياء
والأحاسيس في حياتي
فكنت صاحب البدايات
الجميلة في حياتي .,

•يا أكبر من الكلمات
لماذا؟
كلما نظرت الى المرآه حدثتك
وكلما وضعت رأسي على الوسادة
حدثتك
وكلما دخلت في حالة من الحزن
حدثتك
وكلما تهيأت للبكاء حدثتك
وكلما سرت في الطريق وحدي
حدثتك
وكلما اصبح الكون .. بلا كون
والأرض ..بلا أرض
حدثتك

•يا أكبر من الكلمات
سأبقى هنا
أحصي عدد الأيام
وأشهد رحيل العمر
وأنتظرك بلا يأس
فإن عدت يوما وأنا فوق الأرض
حدثتك عن كل الاشياء
وإن عدت وأنا تحت الأرض
فحدثني انت
عن كل الاشياء .,.

شهرزاد الخليج  ))


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق