الجمعة، مايو 04، 2012

من روائع شهر زاد...أعترف لك


إذا متَ قبلي فسأدفنك في قلبي.. وإذا متُ قبلك فادفني في.. التراب


أعترف لك..
أحيانا.. أتمنى أن يصلني نبأ موتك..
لأجد سبباً مقنعا لعادة البكاء عليك
والتي أخشى أن تتحول مع الوقت إلى عادة مزمنة لدي..



نعم
أريدك أن تموت..
كي أغلق كتاب الحكاية الحزينة..
وأضع راسي فوق صدر حزني..
وأرتاح
وأرتاح
وأرتاح
والتقط أنفاسي التي لم ألتقطها منذ رحيلك!



لا تندهش...
لهذا التناقض المر في مشاعري تجاهك..
نعم أحبك بجنون..وأنتظر نبأ موتك..بالجنون ذاته..
فقد أرهقني تتبع أخبارك بفضول..
والمرور حول دارك كالمجنونة في المساء..
وانتظارك كالمطر في الشتاء..
وسرد الحكايات الكاذبة على قلبي كي يطمئن وينام..
وطهو الحجارة في انتظارك كل ليلة..
وإحساسي الدائم بأنك لن تكون يوماً لي..



تأكد..
لست امرأة أنانية في مشاعري تجاهك..
ولا امرأة قاسية تتمنى الموت لك..لكنني امرأة متعبة من جري الحنين خلفي كل مساء..
ومن اصطدام وجهي ببابك المغلق دائماً في وجهي..



صدقني..
موتك هو نهاية جميلة وهادئة لفارس انكسر سيفه
واضاع جواده منذ زمن!
وصدقني ايضاً..
حين تموت سأحبك اكثر..
لأنني سأكون على يقين أنك لن تخونني مع امرأة أخرى..
وأنك تمارس الإخلاص في قبرك.. مرغماً!


لو كان للموت أذان يسمع بها لأوصيته بك خيرا..
فشكراً للموت الذي سيرحل بك عني
وشكراً للذي سينقل لي يوماً نبأ موتك.. وانشطارك مني..



مُت...
ولا أعدك بأن أرثيك بقصيدة حزينة..
فأنا لا أجيد كتابة القصائد..
ولا أعدك بان لا أحب بعدك رجلاً اخر
فانا لا أعلم الغيب
ولا أعدك بأن أبكيك العمر كله أو أحزن عليك إلى الابد..
أو أحاول أن أعيدك بغباء إلى الحياة..
فلو كنا نملك قدرة إعادة الموتى لأعدنا كل الذين أحببناهم وفقدناهم..


لن أزور قبرك
فأنا ترعبني زيارة القبور..
لكنني سأجلس على قبرك في قلبي كل ليلة
وانقل لك اهم الاحداث بعد رحيلك..


أتمنى لك كل أنواع الموت..
الا ان تأكلك الذئاب..
كي لا أدخل في دائرة الوهم والضياع مرة أخرى
فأنتظر بشارة قمصيك..
وعودتك!



أعلم أنك تعلم جيداً
أني المرأة الوحيدة التي لن تبكي حين يصلها نبأ رحيلك
لأني الوحيدة التي تعلم أنك مت قبل موتك بسنوات!


ماهو الموت في نظرك؟
ان ترحل بلاعودة؟
ان تفارقني الى الابد؟
ان أشتاقك ولا اراك؟
ان ادفن وجهي في الوسادة وابكيك كالأطفال؟
ان اضع يدي فوق فمي واهز راسي بذهول رافضة تصديق النبأ؟
كل هذه الطقوس مارستها يوم رحيلك.. إذن.. مت وانت مطمئن..
فلن يضيف موتك علي جديداً!
ولن تقتلني مرتين..



هل تخاف الموت سيدي؟
هل يرعبك ان تبقى وحيداً؟
أنا متُ يوم فراقك
وبقيت وحيدة بعدك..برغم زحامهم!
ترى..
لماذا أصبحت تكتب القصائد بلا وزن ولا قافية؟
ربما ستدرك بعد فوات الاوان
انني كنت وزنك وقافيتك..
لاتغضب!فأنا اقول ..ربما!
إذا مت قبلي..سأذكرك بالخير..
وإذا مِتُ قبلك..فأذكرني بالجميل..
فلا شيء في الحياة يستحق ان ننسى من اجله أحاسيسنا وأيامنا الجميلة...

شهر زاد الخليج


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق