الثلاثاء، فبراير 05، 2013

فضلا دعوا الحب يعيش


همسات أصابعها المترددة على باب مكتبي جعلتني أعلم أنها هي قبل أن ينفتح الباب على وجهها الجميل واطلالتها المحببة إلى النفس،،،
بابتسامة عذبة سألتني
((فاضية أستاذة ناديا؟؟))..
لم تكن تدري أنني كنت أنتظرها ..!!
لم أشك للحظة أنها ستأتي إلي..
فــ لم أخطئ يوما في رصد أنثى عاشقة...
كما يقول شاعر الشباب أحمد رامي // الصب تفضحه عيونه //..
((طبعا حبيبتي فاضية ..))
جلست على الكرسي القابع أمام مكتبي ،، لا تنظر إلي ..
كانت عيناها تتأرجح بين الأرضية  والكرسي الذي أمامها.. أتُراها تشعر بالألفة نحو ذاك الكرسي؟؟ فهو كــ قلبها ،،، ينتظر ...
منذ وقت وأنا أنتظر قدومها إلي ،،
كانت تجيء كثيرا إلى مكتبي ،،
تجيء حاملة بين يديها دفتر تحضير الدروس الخاص بها،،
تحمله كــ حجة تهرب بها لحظة تخذلها شجاعة البوح...
هذه المرة يديها خالية إلا من الحيرة ...
من حين علمت أنها ستأتي علمت أيضا كل ما ستقوله لي ،، بل أني أكاد أقسم أنني قادرة على تلاوة كل الكلام الذي يعلق على شفتيها ...
نهضتُ من خلف المكتب ودعوتها لتناول القهوة معي ،،
جلستُ بجوارها حتى لا تجد نفسها أمام عيني فــ تظل سجينة ترددها،،،
لم يكن من الصعب علي اختصار كل حديثها بــ كلمات مني ،، لكنني لم أشاء حرمانها متعة الحديث عنه،،
لا شيء يسعدنا بــ قدر الحديث عمن نحبهم،، نتحدث عنهم أمام الآخرين كما لو أننا نريد أن نسمع مزاياهم،، نريد أن نتذكر كم الحب الذي نحمله لهم في قلوبنا...
تناولنا القهوة وأخذت أتحدث إليها بأشياء كثيرة ،، أشياء بعيدة كل البعد عنه...
وددت فقط هدم حاجز التردد الذي يعيق انسياب الأحرف منها...
لكنني مللت مراوغة الكلمات لنا..
(( بتحبيه؟؟))...
أجفلها سؤالي المباشر لها،، لكن أسارير وجهها انفرجت ...
نهضت من جواري وجلست على المقعد الذي أمامي ...
(( طبعا يا أستاذة هذا زوجي))...
وبدأت تسرد تفاصيل حكايتها،،،
حكايتها التي  لا تخلو منها معظم بيوتنا إن لم تكن كلها...
خلاف من لا شيء .. فــ قطيعة لأجل لا شيء.!!!
هي تحبه ،، وهو كذلك ،، لكنه // يستهبل// على رأيها..
آه يا عزيزتي من منا لا يستهبل ؟؟؟
غادرت منزلهما إلى منزل أهلها..
وبقي الحال على ما هو عليه ..
هي مقيدة بكرامتها وهو مقيد بكبريائه ..
وحياتهما أصبحت مقيدة بغبائهما الاثنين ...
بحكم أني كاتبة (( مع تحفظي على شرعية استحقاقي لهذا اللقب)) و بحكم أنها من متابعي خربشاتي العشوائية ،، جاءت تطلب نصيحتي ..
كثيرون هم من قصدوني لذات الغرض ،، وبفضل الله لم أبخل على أحدهم بما أستطيع..
جاءت تطلب نصيحتي مع يقيني التام أنها تعلم  بأني سأقول لها  عودي إليه بلا تردد..
هي مجرد أنثى عاشقة حين تطلب النصيحة لا تريد أن تسمع إلا ما يريح قلبها...
وكان لها ما أرادت مني.. بإصرار قلت لها (( اليوم لا تعودي إلى منزل أهلك بل اذهبي مباشرة من المدرسة إلى بيتك))
أخذت تبث لي مخاوفها من أن لا يرحب زوجها بعودتها ..غير أني بقيت أكرر عليها (( عودي إليه .. ألقي بنفسكِ بين أحضانه.. أغرقيه بعبارات الأسف والاعتذار حتى إن كان هو المخطئ.. عودي إليه لأجلكِ أنتِ  قبل أن يكون لأجله.. وإن حصل ما تخشينه وخاب ظنك بصدق حبه لكي فلا بأس .. بيت أهلكِ ما زال مشرعا أبوابه لكي.. المهم أن تضعي حد لهذا الجمود في علاقتكما))..
احتضنتني وهي سعيدة جدا ،، وغادرت مكتبي بعدما أغرقتني بعبارات المحبة والشكر..
أما قلت لكم هي مجرد أنثى عاشقة ..
أعتقد أنها لم تكن تحتاج إلا لمن يدفع بها لتنفيذ قرار قلبها وروحها...
...............................

كرامة الأنثى .. كبرياء الرجل
مجرد وهم ،،
وهم حقير نفرضه كــ حصار على قلوبنا وعواطفنا..
وهم يحتضر بين جدرانه الحب بردا وقهرا ...
تُرى من زرع هذا الوهم فينا؟؟
من اغتال التسامح والمحبة فينا؟؟؟
من أخرس العقل والمنطق فينا؟؟؟
من أين جاء هذا الوهم إلينا؟؟؟

عزيزتي الأنثى
لا تصدقي هذا الوهم
لا تكوني ضحيته
لا تقنعي نفسكِ بأن خضوعكِ أمام رجل حياتكِ هو ضعف منكِ واقلال لقيمتكِ ..
كرامتكِ هي أن تكوني معه
أن تكوني حيث يليق بكٍ
ملكة متوجة على عرش قلبه وحياته...
ستعيشين الكثير من المشاكل
وتصارعين الكثير من الأفكار
ستواجهين الكثير من الصعوبات
وتتعثرين بالكثير من العقبات
برغم كل  هذا الكثير من كل شيء  ليكن لديكِ قناعة واحدة دوما وأبدا
قناعة تصرخ في وجه كل ما من شأنه الاطاحة بــ عرشكِ
قناعة تقول للدنيا قبل أن تقول لكي
// هذا الرجل هو أنا //
عزيزتي
كوني أنانية في احتفاظكِ به
أنانية في الدفاع عنه أمام نفسكِ قبل كل الناس..
و إن حصل وخذلتكِ ثورة الأنثى أو غيرتها وظنونها أو حتى جاءت لحظة استسلمتِ فيها لوهم الكرامة ..
عودي سريعا إلى رشدكِ وأفيقي من الوهم الغبي ..
كوني دائما المبادرة لرتق كل الجراح
لسد كل الثغرات
لا تدعي فرصة للبعد تجد مكانها بينكما...
ولا تنسي أنه رجل قد يجد صعوبة في الاعتذار ..
هي طبيعته لكنها لا تعني أنه يقلل من شأنكِ أو يحتقر وجودكِ..
هو فقط رجل له تركيبته الخاصة التي تكونت ربما من تربية ومجتمع وثقافة ..
لا بأس عزيزتي فهو في النهاية أنتِ...

عزيزي الرجل
لا أطلب منك أن تتنازل عن شموخك
ولا أن تضرب بعقليتك عرض الحائط
كل ما أطلبه منك فقط أن لا تنسى أن الرجولة الحق هي في الموقف المشرف
ولا يوجد موقف في حياتك أعظم شرفا من تسامحك معها
تلك الأنثى التي تنتمي إليك

.............

يا أنتم
لا كرامة في الحب
لا كبرياء في الحب
لا شيء في الحب إلا الحب
فلا تنسبوا للحب ما ليس له ولا تتهموه بما ليس به...

يا أنتم
لا تظنوا كلامي أحرف لا وزن لها
بل هي قناعتي التامة
قناعة لو قدرتموها حق تقديرها لما كان للفراق بينكم وجود
ولا كان للحزن على قلوبكم سلطة...

حين تحبوا أحبوا بكل ما فيكم ،،،
لا تبخلوا بشيء لأنكم ستبخلون على أنفسكم لا على غيركم..
و لا تطفئوا نور الحب فيكم بظلمة الوهم...

أنا لم أفعلها أبدا فلا تفعلوها أنتم... لأجلكم...

ذات زمن أحببت رجلا بكل قدرتي على الحب
وفي لحظة لا أعرف كيف عشناها وجدت غشاوة على هذا الحب...
كدت أسقط في بؤرة الوهم لكنني تداركت نفسي قبل أن أسقط...
بعثت إليه مشاعري صريحة دون مراوغة
كتبت إليه بلغة أبسط من أن تفهم غلط...
لكنه لم يرد.. ومثلي تعلم أن عدم الرد رد بحد ذاته..
رفضني لكنني حتى اليوم لم أندم على ما كان مني..
رفضه لي ليس إهانة بل لأنه رجل يحترمني قبل أن يحترم نفسه رفضني...
رفض مشاعري لأنه لا يملك لي مثلها...
هل يكون في فعلي  هدر لكرامتي؟؟؟
بالطبع لا .. يكفيني فخرا أني كنت شجاعة أمام نفسي وأمامه...
هذه هي الكرامة الحقة يا أنتم...
قلت لكم لا كرامة في الحب ...

يا أنتم
إما أن تحبوا وإما أن لا تحبوا
الحب يا سادة لا يرتضي أنصاف عشاق....

الآن قلت لكم ما أرجو أن يصل قلوبكم وعقولكم ،،
يكفيني هذا الكم من الحديث حاليا ..
سأترككم وأمضي لأكمل يومي على أمل لن يموت بي ..
سأترككم وكلي محبة لكم وتقدير لوقتكم الذي تهبوني إياه بوقوفكم على خربشاتي ...
كونوا سعداء دوما...
كونوا أنتــــــــم ....
ناديا الشراري
الثلاثاء 5 فبراير2013م
10:40 ص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق