الجمعة، فبراير 08، 2013

أنثى بلا ملامح..!!!!


ساعات تمضي ،،  
لا شيء تفعله سوى التحديق في   لا شيء..!!
تحدق في أي شيء ،،،
 قد لا يبدو موجودا !!
وقد يكون مجرد شيء بلا وجود...
لا يهم ،، المهم أن تظل عيناها قيد الوعي ولو ظاهريا...
تظل تحدق بنهم،، تتفحص أدق التفاصيل ،، قد لا يكون هناك تفاصيل!!
أيضا لا يهم،، المهم عيناها ...
تمضي ساعات ،، وساعات ،، يفقد الزمن هويته أمام عيناها...
وتفقد هي عيناها في ما لا تراه..!!


لماذا حين نفقدهم تغدو كل الأشياء حولنا بلا شكل؟؟
لماذا تفقد الأشياء أشكالها؟؟
تتشابه كل الأشياء ...
تصير كلها مجرد دوائر !!
لماذا تفقد الألوان ألوانها؟؟ فــ تغدو كل الألوان رمادية باهتة؟؟
  لتصبح حياتنا بعدهم مجرد دوائر مفرغة إلا منا؟؟
دوائر رمادية باردة نضيع فيها بلا انتهاء...

وكما بدأت ،، انتهت مهمة عيناها ،،،
بلا هدف ،، بلا تخطيط ...


تنفض عنها  آثار الساعات الماضية ,,,
تنفض وجعها وتسحب جسدها بشق الأنفس من تحت ركام انكساراتها,,,
تنهض مثقلة بها,,,
تصلب نفسها تحت صنبور الماء لتغتسل منها,,,
تغرق نفسها تحت الماء المنساب بجنون لتصحو منها...
ثم تضع نفسها أمام المرآة ,,,
وتروح ترسم ملامح وجهها باحترافية أنثى تعرف كيف تكون على مقاس البرواز الذي ينتظرها...
تطلو وجهها بالجمود،،،
تنثر القليل من اللا مبالاة على وجنتيها،،،
تنقش ابتسامة مستهلكة على شفتيها....
وعبثا تحاول تمويه نظرتها،،،
وحدها عيناها لا تخضع للرتوش المزيفة...
تغطي جراحها بالحرير ،،،
وتقيد يديها وأذنيها بما يليق من الحلي لتكتمل الصورة ...
عنقها أيضا يتضامن مع عيناها في تمرده على الخديعة،،،
لا يقبل أطواقها الفخمة ،، لأنه يرفض الموت كذبا ...
وقبل أن ترمي بنفسها بين حدود البرواز الذي ينتظرها تغرق نفسها بالعطور ,,, كي لا تنفضح برائحة الموت المنبعثة منها...
وتمضي إلى البرواز بخطى صامتة ،،،
لكن للأسف برغم كل محاولاتها التي بذلتها تبقى صورة لا تنتمي إلى ذاك البرواز...
وللأسف أيضا لا أحد يلحظ ذلك..!!
لا أحد يرى إلا أسطحنا ... لا أحد يرى أعماقنا....
أتساءل كم من برواز يفخر بصورة  لا تنتمي له؟؟؟
وكم من صورة تحتضر بين حدود برواز لا تطيقه؟؟؟
ومتى يكون للصور حق التمرد على براويز تأسرها؟؟؟
وهل للبراويز عزاء لو حصل ذلك وغدت بلا صور ؟؟؟



جاءت لحظة الغروب ،،،
هي لا تطيق هذه اللحظة...
لم تحب يوما اللحظة الفاصلة بين الليل والنهار ...
توجعها لحظة الانسلاخ ...
لكنها تكتم وجعها ،،،
لا يحق لك التعبير عن وجعك حين تكون مجرد صورة في برواز...
تكتم وجعها ،،،
تخرسه ...
تعودت ترويض مواجعها ....
وتمر لحظة الانسلاخ بسلام ظاهري ....
ويحين موعد انسلاخها هي من البرواز المقيت ،،،
برغم كل مساوئ البرواز يبقى أرحم من الفراغ الموحش الذي تضيع فيه بعدما تغادر بروازها الأنيق ....
ما عدت أعلم صدقا أيهم أحب إليها؟؟؟
برواز يخنقها؟؟؟
أم فراغ يمزقها؟؟؟
على ذكر الفراغ ،، هل فكرتم يوما كيف نشأ هذا الفراغ من فراغ؟؟!!
فراغ لا ينتمي لشيء ،،،
ولا يقبل انتماء أحد إليه...
لكنه لا يتورع لحظة عن ابتلاعنا فيه بلا شفقة ....
هي أيضا ابتلعها الفراغ يوم رحل ...
يوم رحل ،، هل كان يعلم إلى أي مصير يلقي بها؟؟؟؟
لا أظنه يعلم ....
هي كذلك لم تكن تعلم حين أحبته ...
لم تكن تعلم أنه سيتنازل عنها للفراغ...
تُرى لو كانت تعلم هل كانت ستحبه؟؟؟
ولو كان يعلم هل كان سيرحل ؟؟؟



تروح وتجيء ،،،
بخطوات عصبية،،،
بأنفاس ثائرة،،،
روحها محمومة ،،،،
جسدها مشتعل،،،
دمائها ترتعش أكثر من جسدها,,,,
هل للزلازل فينا جهاز يقيس قوتها؟؟؟
هل يمكن  لجهاز في الدنيا أن يقدر حجم الخسائر التي تخلفها الزلازل فينا؟؟؟...
كيف للأرض أن تحتمل أنثى تحتضر عشقا؟؟؟
وكيف لقلب أنثى أن لا يتوقف بالسكتة الخذلانية إثر فراق من تعشق؟؟!!!


تصطدم بوجه على المرآة أمامها،،،
تتوقف  أمامه ،،،
تنظر إليه،،،
لمن أنت ؟؟ بهمس تسأل ...
ترفع يدها وبصعوبة تقنع أصابعها  بالمرور عليه...
تلمسه بحذر ...
فتنتفض مرعوبة ...
هو وجهها!!!!
الشبح القابع على المرآة هي ..!!!
تغمض عينيها بيديها ....
تتمتم بكلمات لا تتعرف إليها الأبجدية....
وتكشف عن وجهها من جديد ...
فتجده هو ذاته ....
ترتمي على السرير ،،،
تحدق في السقف ،،،
فيتحول السقف إلى مرآة كبيرة !!!!
تتقلب قهرا...
لكنها تستسلم أمام وضوح السقف ...
الأسقف لا تستر ...لا تكذب ...
ترضخ للواقع ...
وتعود لممارسة  الفعل الوحيد الذي تتقنه  منذ رحيله...
تمارس التحديق في اللا شيء ،،،
هذه المرة هي تحدق بها...
لم يتغير شيء فهي لا تزال تحدق في لا شيء..!!!
ولن يتغير شيء ...
ستظل الأشياء بلا أشكال ...
وتظل الألوان بلا ألوان...
وتظل الحياة بالنسبة لها مجرد دوائر رمادية باهتة ،، باردة...
وكل يوم جديد سيحتضنها برواز جديد...
قد تختلف البراويز لكن الصورة ستبقى ثابتة....
صورة أنثى بلا ملامح ...
ناديا الشراري
الجمعة 8 فبراير 2013 م
12:06 م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق