السبت، ديسمبر 10، 2011

لا تكن صديقي ((من روائع شهر زاد))



لا تكن صديقي
فالذي أحبه بشدة هو أنت
والذي اكرهه بشدة هو أنت
والذي أريده بشدة هو أنت
والذي ارفضه بشدة هو أنت
فكل المتناقضات في حياتي هو أنت


لا تكن صديقي
فأول من علمني الحب كان أنت
وأول من علمني الشوق كان أنت
وأول من علمني الجنون كان أنت
وأول من علمني الموت فوق قارعة الانتظار كان أنت


لا تكن صديقي
فأحلامي غير المباحة كانت لك أنت
وخيالاتي غير المباحة كانت لك أنت
وكتاباتي غير المباحة كانت لك أنت


لا تكن صديقي
فالرجل الذي أعجبني بعمق البحار هو أنت
والرجل الذي زلزلني بقوة الزلزال هو أنت
والرجل الوحيد الذي أسرني بشدة الإعصار هو أنت


لا تكن صديقي
فلا طاقة لي على الإنصات لحديثك المجنون عنهن
ولا طاقة لي على قراءة رسائلك المحمومة إليهن
ولا طاقة لي على اختيار هداياك الرائعة إليهن


لا تكن صديقي
فمدينة قلبي منذ ألف عام هيئتها لك
وضفائر غروري من ألف عام أسدلتها لك
وحرائر أيامي من ألف عام خبأتها لك
وعمري الجميل ألف ألف عام حلمت به لك


لا تكن صديقي
فقطع البخور احرقها لك أنت
ونقوش الحناء ارسمها لك أنت
وسحب العبير أمطرها لك أنت


لا تكن صديقي
فأنا لا أجيد الكتابة المعتقة ، لسواك
وأنا لا أجيد الهمس الجميل ، لسواك
وأنا لا أجيد الغباء المفتعل بحضرة ، سواك



لا تكن صديقي
فأنا من أجلك اكتشفت جزيرة قلبي
ومن أجلك أعدت طلاء أحلامي
ومن أجلك لوّنت وجنة أيامي
ومن أجلك رفعت رايتي البيضاء
وأعلنت على الملأ استسلامي


لا تكن صديقي
فأنا أفكر أن أهديك الشمس
وخيوط الضياء
وأنا أفكر أن أقلدك القمر
واحلق معك في الفضاء
وأنا أفكر أن أمنحك في عيد الحب
حلمي الأبيض ، ووردتي الحمراء


لا تكن صديقي
فأنا احلم بالصعود معك إلى القمر
وبالهبوط معك إلى قاع البحر
وبدخول الجنة
واحتساء الرحيق ، وانتقاء الثمر


لا تكن صديقي
فأنا انتظر منك نصف التفاحة الآخر
وأنا انتظر منك نصف العمر الآخر
وأنا انتظر منك نصف الدين الآخر


لا تكن صديقي
فالأنثى في داخلي لن تغفر لك قناعاتك
والعاشقة في ليلي لن تغفر لك نزواتك
والمرأة في دمي لن تغفر لك خياناتك


لا تكن صديقي
فأنا قبلك
لم اقطع التذاكر لعالم الرجال
ولم أطلق مركبتي إلى كوكب الرجال
ولم اهتم يوما باهتمامات الرجال
ولم أكن اعترف بوجود كائن حي
في دنيا الرجال


لا تكن صديقي
فأنا ارفض أن تكون صديقي
وان أكون رمادك
وان تكون حريقي

((شهر زاد ))





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق