الأربعاء، ديسمبر 07، 2011

عملات زائفة؟!!!




كانت سعيدة بحياتها..
رغم حزنها المعتق في أوردتها إلا أن البسمة لم تغرب عن شفتيها للحظة...
تلعب وتمرح وتغني وترقص
بكل ما يسكنها من وجع تتشبث بالحياة...
تتجاهل مخاوفها من الغد القادم بكل ما فيه من  أشياء مجهولة ترعبها ...
اليوم فقط هو همها...
لكنها مع ذلك لم تنسى أن تدخر ما تستعين به لحظة الحاجة...
بدت لها تلك اللحظة السوداء محالة الوقوع ...
إلا أنها فعلت ما تمليه قاعدة (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود)..
ومن فرط ازدحامها بهم أولئك الأحبة  ما خطر ببالها يوما أن تجد نفسها وحيدة....
 ومضت تنهل من الأيام بقدر طاقتها...
وتنفق من ذاتها عليهم فوق طاقتها...
وجاء اليوم الأسود
ووقع القدر
لتجد نفسها وحيدة ؟!!!
أخذت تلتفت حولها ...لا أحد؟!!!
تصرخ...لا مجيب؟؟!!!!
وحدها بين جدران الخذلان الموحشة ...
جدران باردة يصطدم بها صوتها المجروح ليعود لها مقهورا ...
أسرعت تبحث عما ادخرته لمثل هذا اليوم...
فرحت بكم مدخراتها ...
طارت بها تستجدي ما يقيها الموت جوعا وعطشا وعريا...
فكانت الكارثة...
كل العملات التي تملكها زائفة؟؟!!!!!!
لا تشتري حفنة تراب؟؟؟!!!!!
عادت تجر أذيال الخيبة إلى منفاها ....
انكمشت على بقايا وعيها مرعوبة...
مذهولة...
زائفة؟!!!
زائفة؟!!!
نبرات صوتها المرتعشة تتكسر على الجدران
ليعود صداها أكثر انكسارا
زائفة
زائفة
تستلقي على أرضية موحلة  ببقايا خطاهم
تتوسد هزيمتها
على وجهها  تتزاحم أدمع الحسرة
وفي صدرها تتناحر أنفاسها المحمومة
وبآخر  نبضات الحياة راحت  تغني ألحانا تختنق بعبراتها
((يا زمان الوفا..أهلك وين راحوا
تركوا لي الجفا يازماني  تمرجني رياحوا..))
*********************


               



   
                                                      ((الخذلان ))
مؤلم حين نكون أكثر الناس يقينا باستحالة تعرضنا له..ونتعرض له!!
وقاتل حين يصفعنا به من كان أبعد الناس عن سوء ظننا به..
من فرط ثقتنا بمن نحبهم يستحيل أن نشك للحظة بإمكانية خذلانهم لنا تحت أي ظرف كان...
مستحيل أن يتخلوا عنا مهما كانت الأسباب ...
كانت تلك قناعاتي
واليوم أراها تنهار أمام عيني
هل آلمني انهيارها؟؟
أم انهيارهم؟؟؟
لا شيء في الحياة يعادل الخسارة قسوة
ولا خسارة تفوق الخذلان مرارة
خسارتي ليست هم
بل خسارتي أنا
وخذلاني ليس منهم
بل مني أنا
ليس ذنبهم أنهم مجرد عملات زائفة لا قيمة لها إلا وزنها المفرغ
بل ذنبي أنا لأني ادخرتهم لأيامي الصعبة
احتفظت بما لا قيمة له فكيف أنتظر منه أن يهبني قيمة لا يملكها؟؟!!!
اليوم أنا هنا وحدي
لا شيء معي سوى كل هذا الكم من العملات الزائفة
لكنني تعلمت الدرس هذه المرة جيدا
لذا مازلت أحتفظ بعملاتي الزائفة التي كان من المفترض أن ألقي بها في سلة المهملات
لكنني لم أفعل ولن أفعل فقط كي لا أنسى ما تعلمت
سأبقيها دوما أمامي كي أتذكر دائما
أن العبرة ليست بكم ما ندخره بل بقيمته
فقليل ثمين يغني عن كثير رخيص
نعم يؤلمني أن أكتشف بعد كل هذا العمر أن رصيدي من الحياة ليس إلا عملات زائفة
لكن يسعدني أنني اكتشفت ذلك رغم تأخر الوقت
فما يجيء متأخر أفضل  مما لا يجيء أبدا
ومن  الجيد أن ترى الحقيقة وأنت بكامل قواك وتملك إصلاح ما أخطأت به
على أن تراها وأنت أضعف حتى من أن تندم عليها...

((إهدااااء
إلى كل العملات الزائـــــــــــفة في حياتي ..مع خالص احتقاري ))

ناديا
الأربعاء 7 ديسمبر 2011م
02:57 مساء






هناك تعليق واحد:

  1. تفاصيل متناثرة11 ديسمبر 2011 في 9:59 م

    يستحقون احتقارك
    اولئك من كانوا عملات زائفة
    لاتكترثي فهم من خسروكي
    دمتيييييييييييييييييييي ناديا
    مع خالص حبي لك

    ردحذف