الأحد، ديسمبر 18، 2011

سأبقى أحبكــ


يا أنت
انتهى اليوم  الدراسي ولله الحمد...
يا الهي كم كان يوما مرهقا...
جلست أتناول القهوة على مقعد في حديقة المدرسة ريثما يحضر أخي الحبيب..
كنت أتأمل صغيراتي وهن يقفن عند بوابة المدرسة في انتظار اولياء أمورهن..
ما أجمل رؤوسهن الصغيرة وهي تتعاقب من بين دفتي البوابة تسترق النظر  إلى الشارع ,,تبحث أعينهن البريئة عن سيارة تنتظرهن...
شمس اليوم حنونة جدا ملأني دفأها...
لكن داخلي صقيع لا يصله دفء الشمس !!
يا أنت
ها أنت حتى اللحظة تؤلمني بك..
تساءلت بصمت اعتدته من حين نبض القلب بك...
كيف تشتعل روحي بعشقك ورغم ذلك صقيع الموت يسكنني ؟؟!!!
أتدري أبدا لم يضعني أحد أمام كل هذا الكم من التساؤلات بقدر ما فعلت أنت,,
ولا أعتقد أن سواك يوما سيفعل...
يا أنت
كيف تكون للحنان منبع وتقسو علي ؟؟!!!
كيف يكون قلبك بحجم السماء ولا يتسع لي ؟؟!!!
وكيف تكون روحك وطنٌ من عطاء وتبخل علي ؟؟!!!
يا أنت
كم أهيم بصوتك..
صوتك بشارة عمري القادم...
صوتك معاهدة حياة تتجدد مع كل حرف يغادر شفتيك العذبة...
اليوم جاء صوتك الحبيب غريب عني؟!!
جاءت أحرفك جافة جدا!!!
لتمزقني بلا رحمة...
نعم كانت أنفاسك تشتعل اشتياقا لي,,,
لكنك حرصت بمنتهى القسوة على مصادرة أنفاسك؟؟!!
يا لقسوتك يا أطيب قلب عرفته....
رحت تسألني
(ناديا انتي بخير)؟؟؟
فرحت بسؤالك
استبشرت بعض الرحمة في نبرات صوتك
وأخذت أخبرك ببعض تفاصيل يومي  باستعجال خشية أن تنهي حديثنا قبل وقته
بالكاد أمسكت بأدمعي كي لا تهزمني أمامك
وانهيتَ حديثكَ كما بدأته...
بعبارة  مقيدة بقسوتك...
يا أنت
كيف وصلنا إلى هنا؟؟؟
كيف أصيبت أحاديثنا بهذا الفقر ؟؟
ومتى كانت لغتنا تتشح بالمجاملات والرسمية؟؟؟
كنت كل لحظة تسأل عني وكيف هو يومي...
كنت تشتاق لأصغر تفاصيلي وتتلهف  لأدق احاسيسي...
ما كنت تعرف الراحة قبل أن تطمئن أني بخير...
ما كنت تتوقف للحظة عن تذكيري بوصاياك الغالية
(ناديا أمانه لا تنسي تاكلي
ناديا نامي
ارتاحي
حضري دروسك زين
جهزي شغل المدرسة ولا تنسي شي
ناديا دايما خلي علاقتك حلوة مع الناس
ناديا انتبهي لنفسك
ناديا ناديا)....
أين ذهبت ناديا يا أغلى من ناديا؟؟؟

غاصت روحي بين أضلعي من فرط الحسرة واليأس
وبكيت بعمق احتياجي إليك
لم أنتبه أني لا زلت أجلس أمام تلميذاتي الصغيرات
تلميذاتي اللاتي توقفن عن ترقب سياراتهن ليرقبن معلمتهن
نبهتني يد احدى تلميذاتي وهي تربت على كتفي وتخبرني بصوتها الملائكي وابتسامتها الطاهرة
(معلمتي أنا رحت)
نظرت لوجهها العذب ومسحت أدمعي
وبابتسامة لثمت خدها الصغير وهمست في أذنها
(انا كمان رحت حبيبتي)
نعم يا أنت
(انا رحت )
من  قال أني هنا بعدك؟؟؟
من يقول أني قد أظل بعدك؟؟!!
الآن أكتب إليك
وأعلم أن كلماتي ستموت على أعتابك
ستقتلها قسوتك
لا بأس أعرف ذلك
والله أعرف أن كل عبارات الاسترحام لا تقوى على اختراق حصن قسوتك المنيع
لكن ما لا أعرفه  يا نبضي
كيف تكون رجلٌ من نور وتهبني كل هذا الظلام؟؟؟؟!!!!!

((إلى أغلى من على هذه الأرض ..إلى رجل لن يتكرر..برغم كل شيء سأبقى أحبك ))...
ناديا
الأحد 18 ديسمبر 2011م
04:41 مساءً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق