الجمعة، مارس 29، 2013


هل بدأت بشائر إبريل تهل علينا يا قلبي؟؟؟
قلبي؟؟؟
أين هو مني ذاك القلب؟؟؟
لا أجده ؟؟!!
مع أني كل لحظة أضع يدي على صدري لأتأكد أنه ما زال بين أضلعي حي ينبض...
هو ينبض لكن بماذا ينبض ؟؟؟
أين قلبي في هذه اللحظة التي أحتاجه فيها حاجة من أوشك  على الموت لأنفاس الحياة؟؟؟
يدي الآن على صدري تستشعر نبضاته ...
لكنه ميت بلا شك!!!
هو ميت يحتاج للحياة أكثر مني!!!
أضرب بيدي على صدري بقسوة
انهض من موتك
عد للحياة
عد فأنا أحتاجك الآن ....
هو لا يستجيب لي ...
إبريل على الأبواب نعم لكنه بريء من وجعي هذه الليلة....
لا ليس بريء فهو من انتزع الحياة من قلبي وخلفه بين أضلعي جثة لا قيمة لها..
مجرد عضو ينبض بلا معنى لنبضاته ....
إبريل قادم ليخبرني أنه سلبني كل شيء ...
أنه تركني بلا شيء ...
تركني مقبرة لكم من الجثث المتعفنة ....

لا أعلم لما هذه الليلة أتنفس إبريل الكريه؟؟؟
بل أعلم ،، فالليلة ماتت إنسانة عزيزة جدا ...
إنسانة برغم محبتي لها أعجز عن البكاء عليها؟؟؟
أعجز عن البكاء عليها ؟؟؟؟
كل هذا بسبب إبريل الحقير ...
إبريل الذي قتل كل مشاعري وأحاسيسي ...
قتلها وتركني مجردة من القدرة على البكاء  على من أحبهم....
كيف أتخلص من كل هذا الحزن المتراكم داخلي وأنا عاجزة عن البكاء ؟؟؟؟
كيف أبكي ومشاعري ممنوعة من الصرف؟؟؟؟
هو إبريل اللعين...
هو من حولني إلى هذه الأنثى المتحجرة المشاعر ....
أنثى من جليد ...
لكن هذا الجليد يشتعل ،، يحترق ،،
لا أحد يمكنه أن يرصد احتراقي واشتعالي ...
فمن يخال للجليد قدرة الاحتراق؟؟؟؟
هواء هذه الليلة مشبع بإبريل ...
برائحته القذرة...
تنفست رائحته الكريهة لحظة فتحت  باب منزلي ...
كانت أختي بالباب ...
قرأت في عينيها ميلاد إبريل...
إبريل يولد بموت أحدهم....
قبل أن تنطق شفتيها بحرف كنت  قد أنهيت قراءة كل ما جاءت به لحظة تنفست إبريل بقدومها....
تركتها وعدت إلى مكتبي ،،،
جلست حيث كنت أمام شاشة الكمبيوتر ...
لحقت بي وجلست على المقعد المقابل لي ...
وضعت رأسها بين يديها وأخذت تبكي وهي تنقل لي خبر وفاة تلك الإنسانة ...
بينما بقيت أنا أطالع تلك الصورة التي أمامي على الشاشة ...
وأسأل نفسي
هل هذا ما يبقى منا؟؟؟
مجرد صور على جدران صامتة مزدحمة بحكايات لا يسمعها إلا من يرهف السمع إلى الذاكرة؟؟؟
جدران تتكئ عليها مقاعد فارغة خلت منا بعدما كانت شاغرة بنا لسنوات؟؟؟؟
صور؟؟؟
أخذتني عيناي إلى تلك الصورة الجالسة بخشوع على مكتبي في بروازها الأنيق ...
كانت أختي مستمرة في بكائها الذي تنفطر له كل القلوب إلا قلبي...
لا بأس  يا أنا،، فقلبي ليس هنا...
أشعلت سيجارة وعيناي لا تزال عالقة في تلك الصورة ...
داخلي وجع لا يطاق ...
لكنني عاجزة عن التعبير عنه بأدمعي مثلما فعلت أختي ...
كم أحسدها أنها لا تزال تملك قدرة البكاء ....
قلت لها (( قلبي مات ))..
لم تسمعني .. حزنها يعزلها عن كل شيء...
مثلما عزلني إبريل عن الحياة منذ زمن....
قلبي مات ..
أهي كلمات فقط؟؟؟
لا بل هي حقيقة لن يفهمها إلا من فهم معنى الموت على قيد الحياة....
وهل  الحياة إلا موت غير معلن؟؟؟
وهل نحن إلا أموات بلا تصاريح شرعية؟؟؟؟..
أتراكم تؤمنون  بأن الحياة هي أجسادنا البالية المستمرة في الدوران في حلقات الكون المفرغ من كل معنى؟؟؟
أنا لا ،،
لا أعترف بالحياة من ذاك المنظور...
الحياة هي روح تنبض ...
ذاك ما أؤمن به ...
فــ كيف نكون أحياء وأرواحنا توقفت عن النبض منذ زمن؟؟؟؟
أعترف بأني ميتة بكل ما للموت من قدسية ...
وأعترف بأني ما زلت أحيا برغم الموت ..
هو فقط  ذاك الجسد البالي الذي أرفض أن يهب الموت الكمال بدوره...
 لا أريد لهذا الجسد أن يفنى الآن ...
فثمة قضايا عالقة ما بين موتي المؤكد وحياتي الوهمية ...
أمور لا بد أن أضع نهايتها قبل أن يتوقف جسدي عن دورانه الساذج...
تبا لي  ما هذا الهراء الذي أقوله؟؟؟
هل بدأت أهذي منذ الآن؟؟؟؟
لا عليكم ...
لا تؤاخذوني فأنا الليلة حزينة جدا ...
في الحزن كل شيء مباح حتى الهذيان...
ناديا الشراري
الخميس 28 مارس 2013م
عذرا لا أذكر الوقت فثمة خلل حدث في الزمن هنا...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق