الاثنين، أكتوبر 19، 2020

تكيُف

 

مذهلة قدرة الانسان على التكيف مع

الظروف

المحيط

المعطيات

المسلمات

الحاجة...الخ

تكيفه مع أي وضع كان سواء بدا إيجابي له أو سلبي

لا يهم موقفه منه بل المهم أنه قادر على التكيف معه

حتى وإن ظن للحظة أنه لن يستطيع ذلك ,, إلا أنه من حيث لا يدرك يجد نفسه متماشيا بسلاسة مع ذلك الوضع ..

التكيف صفة من صفات الكائن الحي

لولاها ننقرض

 الغاية الفعلية منها هي البقاء

البقاء غريزة

نقاتل حتى نبقى

بعيدا عن  أن البقاء للأقوى ,, كلنا نريد أن نبقى

لذا نتكيف بكل قوانا لنبقى

 قرأت كثيرا سيراً ذاتية لأناس مختلفين

وشاهدت وثائقيات و أفلام لكثيرون نجوا من التلاشي بقدرتهم الخارقة على التكيف

إحدى تلك المشاهدات كانت فيلم أسباني  (الخندق الأبدي) وكيف أن بطل الحكاية عاش ثلاثون عاما في حفرة محدودة داخل منزله لأسباب سياسية في بلده,,

هل تتخيلون ذلك؟

ثلاثون عاما تعيش كا الخلد؟؟

و أنا أشاهد الفيلم شعرت أني أختنق

أنا من الأشخاص الذين يعانون رهاب الأماكن المغلقة

لذا دوما تكون النوافذ مفتوحة حيث أتواجد في البيت أو السيارة أو أي مكان مهما كان الطقس ..

لكن بهرني ذاك البطل بكيفية تعاطيه مع الوضع  رغم بعض الانتكاسات النفسية ..

**********************

كلنا أبطال في وثائقيات حياتنا الخاصة

كل شخص منا له خندقه الأبدي

وكلنا يتعامل مع وضعه بطريقة تمكنه من النجاة

لا يهم أين تسكن

وحدك من تحدد مساحة المكان

لا يهم كم من الوقت لديك

فالوقت صلصال,, شكِلهُ بما يخدمك

لا يهم ما هي امكانياتك ,, ما لديك هو لك و ما لا تملكه لا تحتاجه

سخر كل ما حولك لك ,, هذا هو التكيف الذي يضمن لك البقاء ...

**************

أما أنا

أحاول بكل قوة أملكها التكيف مع معضلة الوجود بالنسبة لي

(الوحدة)

ليست الوحدة فقط غياب الناس من حولك

ولا هي وجودك في غربة متنامية

الوحدة هي غيابك عنك حتى في ذروة ازدحام المكان حولك بهم

الوحدة هي انغلاقك على ذاتك بشراسة

رفضك التام للتعاطي مع غيرك حتى و إن بدوت غارقا به

حين أقول لكم أني أعاني الوحدة

تأكدوا أني بلغت من التكيف أعلى درجاته

اعترافي بها هو محاولتي للتكيف معها لأنجو

كلما تحدثت عنها أكثر

اعلموا أني أقاتلها بضراوة

ناديا الشراري

19 اكتوبر 2020

11:37 ص

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق