السبت، أبريل 27، 2013

العشق في زمن الآلة


هل أنا هنا؟؟؟
لا تتعجبوا فأنا حقا أسألكم بصدق...
أريد أن أرتاح من عناء هذا السؤال الذي أرهقني ،،
لذا أسألكم إياه علني أنجو منه  للحظة..
ألقي به إليكم ليتوقف عن العبث في كياني قليلا ...

قبل قليل غادرتني صديقة لي ،،
جاءت لزيارتي بلا سابق موعد بيننا !!
هي مرحب بها في كل وقت ولكن ليس من طبعها أن تزورني بلا موعد خاصة وهي تعرف طبيعة يومي ،،،
ليلي نهار ونهاري ليل ،،،
أتعلمون
هذه الأيام تساوى الليل عندي بالنهار ..
فكل الأوقات أصبحت يقظة لا تغفو!!!
لا بأس ،، لنعد إلى تلك الصديقة الطيبة ،،،
أعددت لها القهوة ،،
جلسنا نتحدث،،،
لكنني لا أذكر حديثنا؟؟!!
ترى ماذا كانت تقول؟؟؟
أرأيتم
قلت لكم
أنا أسألكم بصدق ...
وجدتني أسألها هي أيضا،،
هل أنا هنا؟؟
أحقا أنا موجودة؟؟؟
نظرت إلي باستغراب وأخذت تتمتم ببعض الأذكار ظنا منها أني محسودة!!

تركتها تكمل ما بدأت به 
وبقيت عيناي ترصد تحركاته...
ذاك الذي ما عدت أعرف صلتي به؟؟؟
متصل..
آخر ظهور..
تبا لهذه التكنولوجيا ،،
كم أكرهها بكل ما فيها من ميزات يرونها عظيمة ،،،
ليت الزمن توقف بنا هناك،،
حيث لا هواتف نقالة ولا بريد إلكتروني ولا فيس بوك ولا تويتر ولا شيء من نتاج العصر المشوه الذي نعايشه،،،
ليت الزمن توقف بنا هناك،،
في عهد طوابع البريد ،،
وصناديق البريد التي نحتفظ بمفاتيحها كأعظم أسرارنا ،،،
ليتنا بقينا هناك في أحضان الانتظار الشائكة التي برغم وجعها إلا أنها أحن علينا منا...
ليتنا بقينا هناك في زمن الأعذار ،،
الأعذار التي نكدسها فوق بعضها،،  لتحملنا من  ظلمة الشك إلى نور اليقين...
آه من ليت هذه ما أمرها في القلب والروح...
أنهت صديقتي الطيبة رقيتي بالأذكار ،،
وجلست تكمل فنجان قهوتها الذي أصبح أبرد من أيامنا التي نعيشها..
مثلها فعلت ،،
لا فرق بين برودة الفنجان وبرودة روحي ..
صقيع يحتضن صقيع...
الآن أجلس وحدي،،
أمام هذه الشاشة التي لا تختلف عني بشيء!!!
كلانا ميت يتنفس الحياة زورا وبهتان !!!
وذاك فنجان القهوة البارد،،
وهاتفي الأبرد،،،
وذاك الذي أرقب صمته ،،
متصل الآن؟!!!
لكنه خارج نطاقي أنا؟؟!!!
ورغم يقيني أنه متصل بكل الكون إلا أنا إلا أني ما زلت أرقب تحركاته؟؟!!!
لا أعلم لماذا ...
لن أكذب وأقول أني أرصد نبضاته عشقا له...
فمثلي تجاوزت سذاجة العشاق منذ عرفت أن العشق تماما كهذه التكنولوجيا ،،،
التكنولوجيا التي  مهدت لنا كل الطرق لنلتقي ولكنها سلبتنا رغبة اللقاء!!!
التكنولوجيا  التي وضعت تحت أيدينا كل وسائل الاتصال الممكنة  ولكنها سلبتنا الكلام!!!
أتعلمون
يبدو أنني أصر على تتبع تحركاته في هذا العالم الالكتروني لأفهم أكثر فلسفة العشق في زمن الآلة ...
حسنا سأترككم الآن فثمة أشياء كثيرة أحتاج أن أفهمها ...
فقط كي لا أنصهر في عالم الجليد ...

تحياتي الالكترونية لكم أحبتي
ناديا الشراري
السبت 27 إبريل 2013م
07:36م




هناك تعليق واحد:

  1. شربتك كأسا من العشق يوما فسرى بجسدى ولن يتغير كرهت وجودك فى مقلتيى وكحل عيونى تبدل أحمر ورغم السهاد ورغم البعاد ورغم ورغم؟؟ احبك اكثر..

    ردحذف