الجمعة، أكتوبر 22، 2010

التعويــــــــــذة



كانت جدتي كلما أسدل المساء ستائره السوداء على الكون
تعلن حالة استنفار
تجمعنا حولها
تُحكم إغلاق الأبواب والنوافذ
وتظل تمسح بيديها على رؤوسنا تباعيه
 وهي تنفث بعبير أنفاسها
المعطرة بالآيات الكريمة
كنت أختلس النظر إليها
لم أرى يوما أجمل من وجهها وهي في حالة الخشوع تلك
نور يملأه
وطمأنينة ترتسم بهدوء على تفاصيلها
لكنها يوما لم تعلم أني أتأملها
فعيناها دوما مغلقة وهي تمارس تلك الطقوس الروحانية
وكأنها في عالم آخر
لا صلة لها بعالمنا حينها
ملكوتٌ من صفاء يختطفها منا
وبعد أن يطمئن قلبها
تعود لنا
تنزل من سماء النقاء لأرضنا
بشقاوة الأطفال تتقاذفها أسئلتنا
لما كل ليلة تعيد ذات السيناريو؟؟؟
وتأخذ تحدثنا
عن جنية تختطف الأطفال عندما تجر ذيول الشمس آخر خيوطها
معلنة انهزامها أمام جيوش الليل 
وتظل تذكرنا أن تلك الآيات القرآنية هي تعويذة تحمينا
كل مساء
أبدا لم تنسى أن تعيد على مسامعنا ذات الوصايا
((لا تخرجوا من البيت عندما يحل المساء..
اقرءوا آية الكرسي والمعوذات..))....
...................
...................
وكبرنا ...
وكبرت معنا أوهامنا...
أنياب الأيام تنهشنا...
شوك الضمائر يملأ مضاجعنا...
يقظتنا كابوسا لا ينتهي...
ونومنا يقظة لا تغفل لها عين...
...............
...............
لم ننسى يوما وصاياك يا جدتي...
وما أدركت الجنية منا طرف ثوب...
لكن يا جدتي الحبيبة...
لم تعلمينا كيف نحتمي منا؟!!
أي تعويذة تلك التي تقينا من جنية تسكننا؟؟؟
فأبوابنا تنفذ منها روح الشر...
ونوافذنا تحمل سموم الجحيم إلينا...
ما عادت تنغلق يا جدتي...
ما عادت تنغلق....
.................
................
كبرنا يا جدتي...
وبحجم أيامنا كانت خطايانا...
فهل من تعويذة تنجينا ؟؟؟
ناديا
29 آب 2010 م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق