الخميس، مارس 10، 2011

العد التنازلي نحو السقوط الأبـــــدي


يوم ليس بالغريب عليها...وأحزان ليست بالجديدة بالنسبة لها...
الغريب أن التهاني تتوالى إليها منذ ساعات الصباح ؟؟!!
أتراهم أصبحوا يباركون الموت ؟؟
كانوا قديما يعزون فيه ...
يبدو أن موجة التطور أخذت كل شيء في طريقها....

جلست على حافة الهاوية...لم تفلح أدوات الزينة ببريق وتوهج ألوانها في إخفاء شحوب الموت الصارخ على معالم وجهها الحزيــــــــن....
ورغم أن نظارتها السوداء تحجب أكبر مساحة من وجهها إلا أن حجم النار المشتعلة في روحها أكبر من حجم نظارتها....
عيناها القابعتان خلف ستار أسود تستعر قهرا....
للحظات تهيأ لها أن عدسات النظارة تطايرت لتجتز رؤوسهم جميعا...
أولئك الذين خذلوا ضعفها وقت لجأت تستغيث بقوتهم ....

نظرت إليهم...ابتسمت ...كيف يكون تشوههم بهذا الحجم مع أنها تراهم بعين واحدة؟؟!!
آه عيني الحبيبة ليتني فقدت نوركما معا...
وبهدوء تام انسلخت من محيطها...غادرتهم روحها إليه...ذاك الذي وضع في يدها كل خيوط الأمل...
كان وجوده عزائها الوحيد في كل خسائرها القاتلة....
به عوضها القدر عن معاناة السنوات الماضية...
رأت فيه أحلام عمرها المؤجلة....
أتراه علم بما سيكون؟؟؟؟

مرارة السؤال جعلتها تعود مرغمة إلى أرض الواقع...
واقعها الكريه المسموم بهم....

وحدها والدتها الجالسة على مقعد ضيف الشرف تدرك وجعها...
لكنها لا تختلف عنها...كلتاهما مقيدة بأغلال من ظلم لا يُقهر...
تجولت بنظرها في وجوههم...
كل قطرة من دمائها تلعنهم...
كل مسامة في جسدها تكرههم....
أسقطت رأسها على صدرها وتنهدت بعمق....
ليت البكاء ممكن...ليت الصراخ ممكن...
في قمة أحزانها ممنوعةٌ من البكاء؟؟!!!
في قمة قهرها ممنوعةٌ من الصراخ؟؟!!!


بخطواتٍ ترتعش سارت إلى قبرها....
يا لكرمهم سمحوا لها أن تلقي نظرة على مدفنها؟!!!
ها هي الجدران من جديد....
لكنها هذه المرة جدران أبدية....
أرهقتها أصواتهم المقيتة...
وملأها الاشمئزاز من نقاشاتهم الغبية حول لون الجدران وشكل الديكورات وإطارات النوافذ وحجم المكان....
تبا لكم أي فرق سيكون بين قبر من ذهب وقبر من تراب؟؟؟
هربت منهم...عادت إلى غرفتها ...
غرفتها التي كانت أولى الخطوات نحو طريق لا عودة منه....
أي لعنة أتت بي إلى هنا؟؟
أي سوء حظ أدخلني هذه المدينة؟؟؟

غضبوا لتصرفها المحرج أمام العريس الموعود!!!
ولأنها متعبة حد الهلاك لم تجاري غضبهم....
كان الهدوء المخيم على معالمها بقدر البركان المتقد داخلها....
أولم تقرروا كل شيء؟؟
فما أهمية وجودي من عدمه اليوم؟؟؟
المهم أن لا أغيب يوم وفاتي؟!!!

ورحلوا بعدما وضعوا بأيديهم القذرة حجر الأساس لعذابات عمرها القادم...
وفي مثل هذا اليوم سيعودون ليقصوا الشريط المشبع بدمها...
ليفتتحوا مأساتها الجديدة....
وليضمنوا أن جثتها لن تجهل قبرها الجديد....

وقفت تتأمل كل شيء حولها...
قفزت إليها صورة بيتها الحبيب...
ووجه قطتها المدللة...
لن تطأ قدميها أعتاب بيتها يوما...
لن تداعب يديها قطتها الغالية يوما....
لن تعرف بعد اليوم أي إمرأة ماتت فيها....
أتراها المرأة التي عشقت راهب الصمت؟؟؟
أم المرأة التي كرهت لعنة الصمت؟؟؟
كلتاهما ماتت في داخلها....
كلتاهما اغتيلت في داخلها....
فعاشقة راهب الصمت ستخونه رغما عنها....
وكارهة الصمت ستتبعه رغما عنها....

وها أنت تعود من جديد....
ويعود ذات السؤال المرير ...
أتراه علم بما سيكون؟؟؟؟

وككل مرة يفيض حزنها ...وتنتفض روحها ألما...
وحده ملجأها ...وحده مرفأ روحها....
طوق النجـــــــــــاة....
تسارعت أناملها تخط له عباراتها...
كانت قبل اليوم تُحمل كل حرف منها له قبلات شوق ولهفة....
تُعطر كل كلمة بلهيب أنفاسها المرهونة به...
اليوم أحرفها تبكي نيابة عن عينيها الحزينة...
وكلماتها تختنق لفراقه الذي سيكون...
وتحتضن رسالتها إليه...وتستحلفها أن بلغيه شقائي...
أخبريه أني راحلة ...
قولي له والله ما خنته...والله ما خنته...
لكن خانني حظي معه...
وتطبع قبلة وداع على ظرف الرسالة وتلقي بها ...
في داخلها نبض ضعيف لأمل يحتضر...
أتراه ينقذني؟؟؟
أم سيخذلني كما فعلوا؟؟؟

وتقبع على جمر الانتظار بصمت تحاول تعوده...
فهو سيكون رفيق الدرب القادم....
سيكون وشاح يقيها صقيع واقعها ....

وبيقين من أوشك على الهلاك تردد بهمس
((يا نار كوني بردا وسلاما))


وتمضي الدقائق ثقيلة ...
تتقاتل عقارب الساعة ...
حتى الوقت تحالف مع المأساة ضدي؟!!
ولأن الانتظار عقوبة لا تطاق...
بدأ تحرش الأشياء بها يستفزها...
فتلك رسائلك الحبيبة...
وتلك باقة ورودك الغالية...
وذاك فنجان القهوة الذي يحملك كل صباح إليها....

وبين كل أشيائك الحبيبة
يغفو كتاب شهر زادك...
آه كم عانت الغيرة من عشقك لها...
أسرعت إليه تقلب صفحاته...
هي تشبهها ...
عاشت مأساتها يوما...
ستجد في قصائدها ما يعزيها....
ستجد في خواطرها إمرأة تشبهها....
وتتوالى الصفحات بين يديها المهزوزة....
لتقف عند قصيدة كم دعت الله أن لا تعايشها يوما
لكن ما خشيته طيلة الوقت أصبح قدرها ....
وبصوت يرتعد خوفا قرأت لتلك الشهر زاد ...

((هناك أناس تأتي بهم صدف الحياة إلينا..فنشعر بأنهم خاتمة كل الأشياء الجميلة بنا..وبأن بعدهم ..لا جديد


(1)
تك
تك
تك
هل تسمع هذه الطرقات كما اسمعها الآن؟
إنها صوت الفراق على باب حكايتنا
انتهت الحكاية
وما زال صوت الطرقات يملأ أُذني


(2)
تك
تك
تك
هل تسمع؟
لماذا لا يسمع الصوت سواي
فأجري بوهم اللهفة ولهفة الوهم
أفتح الباب
فلا أحد بالباب سوى الفراغ
يا الله..لو تدرك مساحة الفراغ الممتد خلفك


(3)
وترحل
وتبقى الأشياء خلفك في حالة ذهول وذبول
كم هي مُرة الأشياء خلفك
وكم بطيئة هي اللحظات
فالآن أصبح الفراق واقعا مجسدا
فمن يبيعني طاقة
أواجه بها ما لا طاقة لي عليه؟


(4)
وترحل
فيتعلق العمر بطرف ثوبك
و يختبئ الفرح في جيبك
ويستقر الأمل تحت رداءك
فتغادرني معهم
وأبقى وحدي
حيث لا شي معي ...سواي


(5)
أنظر
ها أنا أقف بشموخي المعتق
فمازلت استطيع الوقوف
والحركة حول بقاياك
والسير في اتجاه النسيان
والنوم تحت عجلات الألم
والجري إلى ابعد حدود الحزن


(6)
وانظر
ها أنا ابتسم
لستُ مرعوبة
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
سأكتبها في دفتري كل ليلة
قبل النوم
كي أنام بسلام


(7)
نعم
أريد أن أنام بسلام
بعيدا عن ضوضاء الحزن
وثرثرة العقل
وبكاء الحنين
أريد أن أنام بسلام
فمنذ أن أضعتك
أضعت السلام


(8)
أحببتك جدا
لدرجة إني حين رأيتك ترحل إمامي
أغمضت عيني بعمق
كنت أحاول إقناع نفسي
بأني أغط في سبات عميق
واني في الغد سأفتح عيني نحوك
كي أخبرك أني ليلة البارحة
حلمت بك حلما مرعبا
ورأيتك في منامي تفارقني


(9)
أحببتك جدا
لدرجة أني بكيت خلفك
كنت أظن أن دموعي ستجرفك نحوي
كنت واهمة
وأدركت بعد ليال من البكاء المر
أن من ترحل به رياح الواقع
لا تعود به بحور الحنين أبدا


(10)
لحظة من فضلك
قبل أن تغيبك سحب الفراق هل تأذن لي؟
أريد أن احتفظ بهذا الجزء من حكايتنا
فهذا الجزء فيه طفلي وطفلتي وأشياء أخرى
رسمنا ملامحها ذات حب جميل
(11)
غدا يا سيدي
وآه من الغد
حين أعود إلى فراشي
واضع راسي فوق وسادتي
وانظر إلى الهاتف الذي كان يهديني صوتك
في كل مساء
ويهديني مع صوتك إحساسا بنكهة الفرح
واسمع في الدجى حنيني يبكيك
فماذا أقول له؟؟
فماذا أقول له؟؟


(12)
سيدي
الآن أنا لا أقف في مرحلة الحزن
تجاوزت الحزن بمراحل
فبعد الحزن يا سيدي
هناك مراحل بطيئة ثقيلة
مراحل لا تُكتب..ولا تُقرأ ..ولا توصف
ولا طاقة لنا على احتمالها


(13)
ففي هذا المساء سيدي
سأنام وتحت وسادتي وصيتي
أوصيت لك بقلبي
بكل أحلامه وأمنياته وأحاسيسه
ضعه في زجاجة صغيرة
وضع الزجاجة قرب سريرك
وكلما نظرت إليها
تذكر إمرأة أحبتك بهذا القلب يوما


(14)
تك
تك
تك
ها قد عاد الصوت ذاته
هل تسمعه؟
تُرى؟
متى سيختفي كي أظهر؟
ومتى سيموت كي أعيش؟))

سقط الكتاب من يديها ...
وسقطت هي تنتحب ...
ما عادت نصائح الطبيب لها تهمها ..
وما عادت خسارة عينيها تعني لها شيء....
فما عادت مقاومة البكاء تجدي...
لا بد أن تبكي...وتبكي...
تبكيك وتبكيك بعدد نبضات قلبها المتيم بك....
أيقتلك بكائي؟؟؟أيقتلني؟؟؟
تبا لذاك الطبيب الذي حظر البكاء عليها...
كان أجدر به أن يحظر الحزن المستفز لأدمعها...
كيف لا أبكيك وأنت أعظم خسائري؟؟!!!
إن لم تشيع فراقك أدمعي فلمن أحتفظ بها بعدك؟؟؟
آه يا أنت...بالأمس قلت لك

((لو وضعوني أمام خيارين إما خسارة نور عينيّ
وإما خسارتك أنت أتعتقد أنني كنت سأفكر ولو للحظة أي الخسارتين أختار؟؟؟))

ما ظننت أنني سأواجه هذا الاختيار بهذه السرعة...
سأخسركما معا يا أحب الناس...
فما حاجتي بعينين لا تراك؟؟؟؟
وما حاجتي بي بعدك؟؟؟

ويجيء صوت الأذان ...
وتغمر الراحة قلبها المنهك....
تمسح دموعها وذات الرعشة في يديها....
ترفع عينيها للسماء...
((يا رب هبني القوة لأحتمل ما سيكون
يا رب هبني القدرة على الصمت))
كم وقفت بين يدي الله ترجوه أن يرحمها من صمته الذي يقتلها...
لما تحول كل شيء لضده بهذا الحجم؟؟؟؟
وتصمت كل حواسها في حضرة المولى عز وجل...
وحده قلبها يلهث بالرجاء ....
وبعد هدوء سكنها لدقائق...
قررت الاستسلام لتحرش أشياءك الحبيبة بها....
لم تكن رجلا يقاوم....
ولم تكن إمرأة تهوى التحدي....
ولأنك رجلا تحترمه جدا فلا بد من احترام أشياءك الغالية....
فنجان القهوة هو أول المدعوين إلى حفل تأبين عشقك العظيم....
رسائلك المعطرة ببصماتك الحنونة....
باقة ورودك العبقة بأنفاسك الدافئة...
وهي المرأة التي عشقتك حتى آخر نبضات الحروف....
أنت وحدك الحاضر الغائب هنــــــــا....
أخذت ترتشف القهوة كما لو أنها ترتشفك...
خلعت نظارتها السوداء...
لا تريد أن يحرمها شيء من نور أحرفك المشع من رسائلك إليـــــــــها....
يوم فقدت نور عينها لم تحزن بقدر حزنها الآن...
فعين واحدة لا تعادلك ولا تكفيك....
وأحزان قلب واحد لا تليق بغيابك...
وعمر إمرأة واحدة لا يتسع لعذابات فراقك....
أحقا هو الفراق؟؟؟
وتنهمر دموع اليقين...
وتغرق كلماتك بك وأنا أنزفك....
وتعتصر يد الواقع قلبي فأوشك على الموت ...
لحظتها فقط نهضت من حزنها مفزوعة...
فكيف يموت قلبها وأنت تسكنه؟؟؟
أنت قلبها...
تنفض الحزن عنها...كي لا تختنق به يا أحب الناس...
ستحزن خارج حدود قلبها...
لتظل أنامل الحزن بعيدة عنك يا نبض القلب....
وتدندن شفتيها بلحن لقيثارة الملائكة فيروز ....

((بيقولوا الحب بيقتل الوقت
وبيقولوا الوقت بيقتل الحب
يا حبيبي تعا تانروح قبل الوقت وقبل الحب
بديت القصة تحت الشتي
بأول شتي حبوا بعضن
وخلصت القصة بتاني شتي
تحت الشتي تركوا بعضن
حبوا بعضن
تركوا بعضن
حبوا بعضن
تركوا بعضن))

لماذا فيروز الآن؟؟؟
لماذا سيرتبط صوتها بك؟؟
ولما تصر على تخليد ذكراك في كل ما يحيطني من أشياء؟؟؟
أما اكتفيت بــــــــي؟؟؟

وتعود لذاكرتها تلك البداية...
بداية عشقها لراهب الصمت...
فتتذكر مقولة سمعتها ذات زمن...
((كل ما يولد في ابريل يموت قبل أوانه))
لكن حبك ولد قبل ابريل...
ولد لحظة أبهر نور الدنيا عينيها....
ورغم أنها لم تصرخ ساعة ولدت ...
إلا أنك صرخت فيها أنتِ لي...
أنا قدركِ....
صرختك ألجمت صوتها فلم تصرخ...
وحبك أيضا لن يمــــــــوت....
فهو جاء خارج حدود المكان...
وأبعاد الزمان....
فكيف يكون لموته وجود؟؟؟
لن يموت...
مثله لا يـــــــــموت....

وتقبل رسائلك الغالية....
وترتشف آخر قطرات البن...
وتنهض مثقلة بوجعك....
تلقي بجسدها المحموم بك على سريرها...
تغمض عينيها وكل ذرة منها تتوسل الله أن يكون اليوم مجرد كابوس ...
غدا ستصحو منه....
لتجدك معها...
لتجد نفسها بك...
ستصحو منه مفزوعة...
وتتعوذ من فراقك ...
لتضحك من غباء كوابيسها...
وتسرع لك كما قالت شهر زادك الحبيبة...
تسرع لك لتروي تفاصيل كابوس عذبها بك...
فتضحك أنت بغرور رجل شرقي...
وتعلن هي ولائها التام ورضوخها اللا مشروط لشرقيتك...
فهي لن ترفض جبروت الرجال...
ولن تقاوم استعباد الشرقي لها...
ستفرح بأن تكون أول المنادين بعودة الجواري...
بعصر الحريم...
ستقبل كل ما يمكن...
وكل ما لا يمكن...
شرط أن تكون أنت سيدها...
أنت رجلها...
أنت شرقيّها المغرور...

وتغافلها دمعة ...
فهذا لن يكون...
وكابوسها لن ينتهي باستيقاظها غدا....
فغدا ستنهض من نومها ...
ستقطع ورقة من رزنامتها...
لتخسر فرصة من فرص نجاتها...
ولتبدأ العد التنازلي نحو السقوط الأبـــــــدي....

((إلى رجلا أغـــــــــلى منــــــــــي...كن بخيـــــــــر))

ناديا
10 مارس 2011م
الثامنة من مساء يوم
الخميس الأسود


((هل تعلم؟
قبلك كتبت عن الحب ولم أتذوقه
معك تذوقت الحب ولم اكتبه
بعدك
فقدت الاثنين...الحب والكتابة))
شهر زاد

هناك 5 تعليقات:

  1. جنون الحرف يثير إعجابي ...

    6 في 2

    كانت مجنونه جدا ً

    :)

    ردحذف
  2. قلمك روعة
    واسطوره من اسطير الزمن
    فتقبلي مروري

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الأروع مرورك بأحرفي
      ممتنة لك أخي الكريم

      حذف
  3. هل أبيكيكِ ،، يا هذه أم أبكي أحرفك ،،
    ليس هنا إلا الدموع ليس هنا البكاء
    إلا العزاء ،،
    عوضكِ الله خيراً ،،
    عوضك الله خيراً ،،

    وإن لكِ رباً ،، رحيماااا ،، فلا تنسيه
    ادعيه ،،

    ردحذف
    الردود
    1. آه يا صديقي العزيز
      لا دموع تجدي ولا بكاء يعزينا
      وحده الصبر حيلتنا التي نحتال بها على هذا الواقع المقيت

      اللهم لك نشكو ضعفنا وقلة حيلتنا

      حذف