الخميس، أبريل 04، 2013



حين حملك الغياب بعيدا عني،،،
ظننتني لن أحيا بعدك لحظة،،،
فكيف أحيا وروحي قد غادرتني بغيابك؟؟؟
بقيت بعدك لوقت طويل عاجزة عن استيعاب فكرة رحيلك ،،
وأنك ما عدت هنا ،،،
أيام وليال وأنا لا أشعر بشيء ؟!!
الحزن يا سيدي يخدر أحاسيسنا ،، يفقدنا القدرة على الشعور بأي شيء،،،
وحزني عليك كان عظيم ...
في غيابك فقدت الصلة بكل من حولي ،،،
أصبحت في معزل عن التعاطي مع البشر والأشياء حولي ...
في غيابك فقدت صلتي حتى بالحياة...
كنت أنغلق على  ذاتي ،، وحدي مع أشياءك الغالية التي بقيت لي منك،،،
كنت أنا وأنت وذاكرة لا تعرف سواك،،،
لساعات تظل عيناي عالقة بشيء يخصك،،،
لساعات أصارع الحنين إليك،،
الحنين الذي يتحرش بروحي كلما عانقت عيناي شيء منك...
لا شيء يا سيدي موجع بقدر الحنين ...
كم بكيت قهرا لغيابك ،،،
كم بكيت شوقا لك،،
آه من أدمع لم تهدأ برحيلك للحظة....
في غيابك ،، كنت أعاني كل شيء...
الأمكنة والأزمنة والبشر والأشياء ،،
كلها كانت معاناة لا تنتهي ....
الأشد من كل ذلك هو ما عانيته  داخلي بعدك،،،
الفراغ الموحش الذي كان يتفاقم كل لحظة في غيابك ،،،
الفراغ الذي استعمرني واستوطن الوجود بعدك،،،
حتى بت فيه ضائعة لا أجدني....
في غيابك،، كنت أسيرة تساؤلات مقيتة ،،،
لما رحل ؟؟ كيف تركني؟؟ هل سيعود؟؟؟...
بقيت كالمذبوحة أتخبط بين علامات الاستفهام ...
في غيابك ،، كان كل شيء يؤلمني،،،
قلبي ،، روحي،، عقلي،،
جسدي ،، دمي ،، أنفاسي ،،
ذاكرتي ،،،
فنجان قهوتي ،، أحرف شهر زادك،،،
رسائلك،، حتى رسائلك كانت تؤلمني ،،،
لكن رسائلك كانت وجهتي كلما فاض الوجع بي،،،
كنت أسرع إليها،، أدفن وجهي فيها ،،
أشم عطرك الغالي وأقبل بصمات أناملك ،،،
برغم الألم الذي يعصف بي كلما احتضنت رسائلك الحبيبة إلا أنها كانت عزائي الوحيد في غيابك...
في غيابك،،  
آه سيدي ،، ماذا يمكنني أن أخبرك عما عرفته في غيابك؟؟؟
لا شيء؟!!
نعم فكل الكلمات لن تخبرك شيء عن غيابك وما أحدثه بي ...

لكن غيابك الآن أصبح ماضي ...
وأنت علمتني أن لا أتوقف كثيرا عند الماضي لأنه انتهى ...
وأنا لا أخالف تعاليمك أبدا،،،،
لذا لن أتوقف عند ذاك الماضي الكئيب،،،
لأنك اليوم هنا معي من جديد...
عدت إلي لتعود بك الحياة إلي،،
عدت إلي لأعود بك إلي....

كنت أعلم أنك لم تخذلني ،،
كنت على يقين أنك أبدا لن تفعل ،،،
ما خاب ظني بك يوما منذ عرفتك ،،،
حين التقيتك ذات إبريل عرفت أنك الرجل الذي لن يتكرر في تاريخي ،،،
لذا عشقتك بكل ما بي من قدرة على العشق...
جاهرت بعشقي لك على رؤوسهم ،،
لم يمنعني شيء  من الصراخ بأعلى صوتي أمام الجميع ،،،
هذا الرجل حبيبي ،،،
مثلك رجلا تتشرف به الدنيا لذا كنت بك أفاخر  الدنيا بمن فيها ...
اليوم عدت إلي لأرفع رأسي في وجوههم ،،
أولئك الذين لطالما سخروا مني كلما أقسمت لهم أنك عائد إلي مهما طال الغياب،،،
لم يصدقوني ،،
كانوا يرون وفائي لك خطيئة ،،
وانتظاري لك سذاجة وغباء ...
ما توقفوا يوما عن محاولاتهم  لثنائي عما كنت عليه ...
اليوم أنت هنا معي أمام أعينهم ،،،
وجودك سيخرسهم إلى الأبد،،،
أنت معي هنا واقع لا وهم،،،
فلتصمت الدنيا وساكنيها....

أتدري  يا نبض الروح،،،
منذ أن عدت إلي وأنا أعيد قراءة كل ما كان من جديد ،،،
أقرأه بوعي تام لأنك هنا ولأني ما عدت واقعة تحت تأثير هذيان فقدي لك ،،،
فقدي لك كان يحجب عني الصورة بكل أبعادها ...
لذا كانت قراءتي لكل شيء مشوهة والنتائج المترتبة على تلك القراءة أكثر تشوها...
لن يعود للتشوه وجود بعد اليوم...
أقرأك من جديد بعقلية صافية من كل الشوائب التي تعلق بعقولنا بسبب الحزن ،،،
وأنا أقرأ أحرفك أجدني أضحك من  غبائي ،،،
كيف لم أنتبه إلى أنك  أخبرتني مسبقا أنك هنا دوما وأبدا ،،
معي وبي ؟؟؟
كيف لم ألاحظ أنك قلتها لي يوما
لن تتوهمين  بي بغيري؟؟؟
كيف لم أدرك عهدك حين عاهدتي به
أنا لن أغيب ما حييت؟؟؟؟
يا إلهي كنت أقرب لي مني ولم أنتبه؟؟؟؟
هل تعتب لجهلي وغبائي؟؟؟
لا تفعل أرجوك ،، قلت لك هو هذيان فقدك ما جعلني لا أدرك أنك هنا طيلة غيابك ...
سامحني وحق محبتي لك ...
بعد اليوم لن أهذي إلا بك أنت وحدك...
لا الغياب ولا أي قوة  في الوجود ستحول بيني وبينك من جديد،،،

يا رجلا أعشقه،،
منذ عدت إلي   عاد الانتظار !!!
رويدك يا نبضي،،
لا تنزعج،، فهذا النوع من الانتظار ممتع جدا...
فأنا الآن أنتظر لقائي بك ،،،
أنا وأشياءك الغالية ننتظر قدومك إلينا...
هل عرفت انتظار أجمل من هذا؟؟؟؟
ليتك ترى المكان هنا،،
لأقسمت برب السماء أن للجماد روح ...
كل شيء هنا يتنفس الحياة منذ عدت إلي،،،
كل شيء هنا يرقص ويغني ،،،
يا إلهي  ما أكبر تأثيرك على الحياة يا كل الحياة....

يا من أشتاقه أكثر مني،،،
قبل قليل جاء صوتك العذب كبشارة الحياة حين تجيء،،،
ما أجمل صوتك ،، ما أدفأ نبراته ..
سلام تام حط على روحي بصوتك الحنون،،،
لكأنك كنت تهمس في دمي لا أذني ،،
أنا لا أسمعك إلا بدمي !! أتعلم هذا؟؟؟
سكبت سعادة الكون داخلي وتركتني أغرق بي ...
سيدي
ما بال الأرض لا تتسع لي منذ عدت؟؟؟
أي حياة هذه التي أيقظتها داخلي ؟؟؟
يا أجمل ما في الحياة أنت....
ليت لي قدرة الطيران لطويت الأرض بيني وبينك ،،،
لهربت من كل شيء إليك أنت،،،
فأنت كل شيء لي...
مهلا يا أنا فعما قريب ستنتهي كل المسافات بيننا ،،
سيكون هنا جسدا وروحا وكيان،،،
مهلا يا أنا لم يتبقى إلا لحظات من الانتظار ،،،  مهما طالت هي فقط لحظات....
سيكون هنا ،،،
مهلا يا أشيائه الغالية ،، ستلتقيه قريبا جدا،، لتخبريه كم كنت وفية لأصغر أشيائه...
سيكون هنا ،،،
نغتال الساعات سويا..
نمضغ كل الذكريات سويا،،،
سيغفو هنا ،، بينما أساهر ملامحه الحبيبة بعدما عانقت طيفه لليالي طويلة،،،
وسأوقظه على أنفاس قيثارة الملائكة ،،،
// يسعد صباحك يا حلو //...
ستكون رائحة قهوته المحببة أول أنفاس  يلتقطها صدره الطاهر ...
سأشهد بعيني نور الحياة وهو ينبثق من عينيه حين يستيقظ....
وستشهد الدنيا معي ميلاد فرح جديد من أفراح العمر التي لا تولد إلا به....
آه يا سيدي ،،
ها أنا منذ الآن أهذي بك،،،
ليتني لا أتوقف عن الهذيان بك ما حييت ....
وليت الحياة تتوقف بي قبل أن يكون للغياب وجود من جديد...
ناديا الشراري
الخميس 4 إبريل 2013م
08:00 م





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق