عذراً,,لا وقت للحب!!

((وعاد من جديد....

لقد عاد رأيته منذ قليل...

إنه هنا...أمي إنه هنا...))

        

              كانت ترقص فرحاً..عيناها تشعان سعادة..كل ذرة من كيانها تغني مرحبةً بعودته..

وضعت يديها على صدرها تريد أن تمنع قلبها من أن يطير من بين أضلعها ليرتمي تحت أقدامه مرحباً برجوعه...كل شيء حولها يغني...أحدثت فوضى في المكان وهي تحير بين ثيابها فأيها تنتقي؟؟أيها يليق بهذه المناسبة؟؟..

وبينما كانت في قمة سعادتها وفرحها...جاءت كلمات أمها سهما مسموما أصاب قلبها في الصميم..قتل فرحتها ..بعثر صفاء لحظاتها..

       ((مهلاً يا بنيتي..أي لقاء هذا الذي تستعدين لهُ؟؟عن أي أشواقٍ تتحدثين؟؟ ألم تفترقا؟؟ ألم ينتهي كل ما كان بينكما؟؟فكيف ستذهبين إليه وقد نفاكِ من حياته منذ زمن؟؟بأي صفةٍ ستقابلينهُ وقد خرج من حياتكِ للأبد؟؟..))..

         وفي ثوان استحال النور في وجهها إلى ظلام..سكن الحزن عينيها ..وغيم اليأس على عالمها ..جلست على حافة السرير تنظر إلى أثوابها المبعثرة..

شعرت أمها بيأس عميق..فلم تجد أمامها إلا أن تغادر الغرفة..

بقيت هي وحدها..ومازالت عيناها عالقتان في أثوابها الملقاة على السرير..

وفي عقلها يحيركمٌ هائل من الأسئلة التي  لا تجد لها إجابة..

كيف يصبح الحبيب عدواً؟؟

وكيف يتحول القريب إلى غريب؟؟

أي قانون هو الذي تخضع له تعاملاتنا البشرية ؟؟

وكيف لنا أن نرى من كان أعزّ الناس على قلوبنا أمامنا ولكن يُمنعُ علينا الاقتراب منه؟؟

لم يدرك عقلي يوماً فلسفة العلاقات الإنسانية ولم أفهم يوماً كيفية تطورها حسب لحظاتٍ نحياها ..

غريبٌ هو الإنسان..وقاسيةُ هي الحياة..ولكن مهما استنكر عقلي ..وتألم قلبي لا شيء أملُكُهُ سوى الرضوخ لقوانين البشر الغريبة..

استلقت على سريرها..وتنهدت بعمق ثم قالت بصوتٍ خافت لكأنها تقنع نفسها بمنطقية ما تقول..

((حسناً لا بأس لن أقترب منه..لن أرحب به..يكفيني أنه بخير ..يكفيني أنه عاد من جديد حتى وإن عاد غريباً لا يعرفني..))..

..............................................................................................................................

       ونبقى دوماً في تلك المنطقة..على الحد الفاصل بين شرف الجنون ..و إستحالة العقل..ونبقى دوماً أضعف من أن نكون نحن..

                   نــــــــــــــــاديــــــــــــــــا