الخميس، نوفمبر 18، 2010

طائر الفينيق



هدوء هذه الليلة غريب بعض الشيء
ليس الهدوء ما أستغربه
بل ما أتعجب منه هو تقبلي لهذا الهدوء بسلام تام؟؟!!
لا شيء يستفزني أكثر من صمت العالم المحيط بي...
بما أنني في حالة صلح تام مع كل العوامل المثيرة لغضبي على غير عادتي ...
قررت أن أقتحم أبواب مكتبتي
فمنذ زمن ما طرقت لها باب
ودون بحث طويل
وقع اختياري على ديوان شعر بعنوان (أقل مما أقول)
للشاعر  (عمر أبو الهيجاء)
لم يكن اختياري عشوائيا
فلهذا الديوان ذكرى مازلت أنتشي بعبيرها
فقد أهداني إياه كاتبه شخصيا منذ اثناعشر عاما
وقتها كنت أقف على بعد خطوات من تحقيق حلمي بأن أكون كاتبة معروفة على صغر سني
لكن الحلم مات قبل أن يولد
ياه..يبدو أن أحلامي جميعها تموت قبل أن تولد!!
تموت قبل أن يكتمل نموها
يجهضها الواقع الكريه....
الندب والنواح على الأموات لا  يجدي...
فتحت الكتاب
في أول صفحة منه
كانت الكلمات التالية
((الآنسة الكاتبة ,,, ناديا
دوما لنا ..لنا أقل مما نقول..ليكن لكي في الفينيق عبرة مهما تعاظمت النكبات...))
مرت سنوات لم ألمس بها هذا الكتاب
كنت قد نسيت حكاية الفينيق تلك
((طائر الفينيق))
الطائر الأسطورة
الخرافة العظيمة

((تقول الأسطورة القديمة أن طائر الفينيق عندما يشعر بأن
شيئاً ما يعكر صفو جناحيه ويمنعه من الانطلاق عاليا
نحو عنان السماء فانه يقتل نفسه احتراقاً ثم ما يلبث أن
ينبعث من رماده المتراكم من جديد طائرا بلا حزن!!))....

تلك هي الأسطورة التي تناقلها الأجيال...
تلك هي القصة المليئة حكم وعبر والتي يكررها على مسامعنا أحدهم عندما يحاول انتشالنا من أعماق الهزيمة ...
لكن الأساطير خرافات وهمية
ومع هذا نتسلح بها أحيانا في حربنا مع جيوش الانكسار التي تهاجمنا بين خيبة أمل وأخرى...
ما أحوجنا للأساطير...
و ما أجملها تلك الأوهام عندما لا يعود سواها منقذا لنا.....



بما أنني من أشد الناس توقا لنيل شرف الجنون
وبما أن تعايش الوهم هو قمة الجنون
قررت أن أمارس جنوني قليلا
قررت أن أكون فينيقية التوجه لأول مرة في حياتي
فرحت بقراري
و هيئت نفسي للعهد الجديد في حياتي
وفي غمرة لهفتي لبدايات مشرقة
لبصمات نقية
سقطت مني سهوا حقيقة هامة
أنا لست ذاك الطائر الخرافي
لا أملك شجاعته..وإن كانت وهم
هو بكل شموخ وعزة وكرامة يحرق نفسه بنفسه
إن وجد ما يعوقه عن الارتفاع لأعالي السماء
يقبل بكل كبرياء أن يحيل نفسه رمادا على أن ينحني خضوعا
على أن يقيد بأغلال الذل والمهانة



تبخرت أحلامي في لهيب الواقع المقيت
بشريةٌ أنا
على أرض الواقع أعيش
هذا ما بقي واضحا أمامي

تبا لأفكاري..دوما تختطفني دون وعي مني
لتلقي بي في دوامة لا تنتهي...
أغلقت الكتاب ونهضت
فتحت النافذة
ما أورع الشتاء
وما أحن نسمات الهواء الباردة فيه
جاء صوت الأذان
انتشى الكون بأكمله بعبير ذكر الله
وانتشت روحي به
لا شيء في الوجود أجمل من أصوات المؤذنين
وهي تتردد في المكان تباعيه
لتحل الطمأنينة على قلوبنا المتعبة
وتملأ السكينة أرواحنا الحائرة
هذا هو الصوت الوحيد الذي يلغي كل شيء
صوت الحق الذي يقهر كل باطل
ناديا
18 نوفمبر 2010م







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق