الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

يوم على غير العادة


يوم على غير العادة!!!....


تعودت منذ وقت الاستيقاظ مع أولى تباشير الفجر...
لكن اليوم كان كل شيء غريب...
حاولت النهوض من سريري وجاهدت كثيرا لكن دون جدوى..بقيت لساعات ثلاث أقاوم حرارة جسدي المرتفعة وبرودة تسري في كل ذرة من كياني ... تصر على تقييدي..بذلت كل ما لدي من طاقة كي أخرج من تحت أغطيتي التي تتآمر مع كل شيء حولي كي أظل في فراشي...
نجحت أخيرا في التحرر من قيدي...ونهضت بالكاد أتقن تحركاتي...ما أطول المسافة بين السرير وباب الغرفة!!حقيقة تنبهت لها اليوم...صقيع مميت خارج جدران غرفة النوم..يبدو أن إرتفاع الحرارة يولد لدينا دوما شعورا بالبرد القاتل....
كانت عقارب الساعة تعانق الثامنة والنصف صباحا!!يا إلهي كم تأخرت عن عملي...عشرات من المكالمات التي لم يرد عليها ترقد غاضبة على  شاشة هاتفي المحمول..خمس رسائل من العمل يسألون عن سبب تأخري...لكنني لم أجدك بينهم!!!...
وبدل أن أتعجل الخروج أعددت القهوة وجلست أحتسيها على صوت فريد الأطرش...
((يا حبيبي طال غيابك ليه يا قاسي...
يا حبيبي إنت فاكر ولا ناسي...
كان منايا تيجي وتشوفك عيوني...
كان منايا ألتقيك جنبي تواسيني...)))
وبعد أن تهت قليلا بين أنفاس فريد نهضت أرتدي ملابسي بتثاقل لم أعهده بحياتي ...وعند التاسعة وعشر دقائق كنت أنظر للطريق الذي تلتهمه عجلات السيارة...
كان شيئا في داخلي ينبئني أن اليوم سيكون غريبا جدا...لم أشغل بالي في تحليل أبعاد هذا الشعور الذي يحتويني منذ أن فتحت عيناي ...بدت الشوارع خالية..والطرقات حزينة..ونسمات الهواء تحمل لي رائحة أعرفها..أشتاقها منذ زمن...
وصلت لعملي..إستقبلني الحارس بلهفة ((الحمد لله على السلامه أستاذة ناديه خير إن شاء الله ليش إتأخرتي؟؟))...
أبو أنس رجلا طيب جدا ..يعتبر كل من في المبنى بنات له..زوجته هي المستخدمة التي تعمل في المكتب لدي..وكلاهما أطيب من الآخر...
رددت تحيته وتعذرت بأن النوم قد سرقني((حسنا ها قد بدأت يومي بكذبة!!))...
دلفت إلى الداخل ومازال شعور الغرابة يتملكني وكل لحظة يتعمق في أحشائي أكثر ...
ألقيت بجسدي على الأريكة في مكتبي ...كان التعب يضعفني...والحرارة تهلكني بشدة..أنفاسي المتقطعة جعلت من حولي يدركون أنني مريضة فلم يتعبوني بأسئلتهم...
((يا سائلا عن حالي ..يغنيك شكلي عن سؤالي))...
بقيت لساعة مستلقية حيث أنا ..عيناي عالقتان في السقف..لأول مرة أنتبه أن السقف يحتوي نقوش  رائعة جدا!!في بعض الأحيان تلهينا الحياة عن الالتفات لتفاصيل تحيط بنا...
أحضرت لي السكرتيرة فنجان من القهوة...وأخبرتني أن هناك أوراق كثيرة تنتظر توقيعي...((أصبح توقيعي مهم..قد تتوقف الدنيا حولي على توقيع مني!!!)))
حسنا لا بد من إتمام العمل رغم كل شيء...جلست إلى مكتبي..و أخذت ألقي نظرة على الأوراق الملقاة أمامي بينما السكرتيرة تقف فوق رأسي تنتظر أوامري!!((غريب فعلا هل أصبحت مهمة لهذا الحد؟؟!!)))
تناولت الأوراق من أمامي بعدما باركتها بتوقيعي الجميل!!...
عدت مرة أخرى وحدي..سارعت عيناي دون قصد مني للسقف تكمل رحلة تأمل هذه النقوش الرقيقة..((ترى من رسمها؟؟))
فتحت جهاز الكمبيوتر..أبحث عن بريد جديد قد يكون وردني بخصوص العمل..لكن لاشيء..
الساعة الآن تشير للحادية عشر وعشرون دقيقة صباحا حسب توقيت جهاز الكمبيوتر((أهو توقيت جديد؟!!))...
أقصد حسب ما هو مكتوب أمامي على الشاشة...
فتحت النافذة..كان الجو في الخارج لطيف..بارد بعض الشيء ولكنه هادئ...يبدو أن  فصل الشتاء هذه السنة
سيكون باردا جدا أكثر من السنوات التي مضت...
أتعبني وقوفي للحظات...يبدو أنني مجهدة وبحاجة للراحة..لذا سأغادر العمل بعد دقائق فما عاد لي قدرة على الجلوس هنا...غريب جدا فمنذ وقت كنت أتحدث إليك و أتباهى أمامك بأنني لن أتعب أبدا وبأنه ما زال أمامي عشر سنوات كي يبدأ التعب بالتسلل إلي...
آه يا حبيب العمر..في كل شيء حولي أجدك...
ربما تكون الآن جالس خلف مكتبك تقرأ كلماتي...بينما أنا سأكون محتلة من قبل هذا المرض الذي باغتني فجأة ليثبت لي أنني أضعف من ورقة في مهب الريح...
ربما ستبحث عني...ولن تجدني..لكن لا تقلق سأكون بخير...مجرد ساعات فقط من الراحة هي كل ما أحتاجه وبعدها سأنهض من جديد ككل مرة...
حبيبي إن شاء الله وكان لي من ما بي عودة سأعود إليك لأتوسلك لا تتركني..فمن دونك لا حياة لي..أيامي بعدك لا تمضي..ساعاتي دونك لا ترحم...
و لكن لو شاء الله أن لا أعود..تذكر أنك أغلى مني...
أنني أحببتك رغما عني..ولو خيرت في حبك من جديد لقررت عشقك ساعة أولد...لصرخت بحبك لحظة أصرخ بالحياة...
ناديا 24-نوفمبر-2009
الثلاثاء الساعة 11:55 صباحا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق