الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

بعت كل شيء..من أجل لا شيء؟!!

يا أرض افتحي ذراعيك و خذيني بين أحضانك فما عاد بي قدرة على الصمود...
يا موت كن رحيما بي فقد اكتفيت بكرم الدنيا من حزن وهموم...
أي شيء يمكنه أن يخفف عني في هذه اللحظة مما بي؟؟
لم أعد أشعر بما يحيط بي من عالم مشوه...
لم أعد أدرك أين أنا؟؟
هل أضحك؟؟
أم أبكي؟؟
و إن بكيت أتخفف أدمعي نارا تحرق روحي؟؟
.....................
.....................
         جلست أمامه..كنت أتوقع ليلة حافلة من النقاشات الحادة بيننا..وكم كنت أتلهف لنبرة صوته العصبي ...حتى في ساعات غضبه مميزا جدا...
رجلا عشقته لدرجة أنني ما عدت أعرفني إلا في حضوره...
أعددت القهوة مسرعة كي لا أتأخر عن موعدي معه...وفي لحظات كان أمامي يعلن للكون أني أسعد إمرأة لأنه حبيبي....
أخذ يحدثني عن يومه المتعب ...في عينيه نظرة حزينة مزقت قلبي ..على شفتيه تتسابق الكلمات تغافله كي لا يحبسها...
مع كل حرف يصلني منه ينقبض قلبي ..حتى كاد يختنق بين أضلعي..
أتراني واهمة فيما أسمعه؟؟؟
أم هو حقا يودعني؟؟؟
لم تفارق البسمة شفتاي طيلة لقاءنا ...إبتسامة غبية جدا تلك التي ترتسم على معالمي...
نعم هو حقا يعلن رحيله !!!!
أخذ يتكلم بحسرة عن أحلامه التي سُرقت منه دون علمه...
يتفاخر أنه أخيرا استيقظ من غفلته ليقرر أن ما فاته سيعود رغما عن الجميع...
رتب لاستعادة أحلامه المنهوبة ...
قرر أنه لن يكون ضيف شرف في حياته...
وبقيت أستمع إليه..
حاولت السيطرة على مشاعري...
كنت أتناول القهوة وكأنها سما يقتلني...
يا فؤادي الذي يحتويه لا تخذلني أمامه...
يا أدمعا تملأ روحي لا تفضحيني ....
وما أجدت توسلاتي نفعا...
فقلبي أصبح ينتفض بين حنايا أضلعي كطير مذبوح...
يرقص ألما ...
وعيناي ما ملكت أدمعا فاضت حسرة على وضعي...
غير أن إبتسامتي الغبية ما زالت تتربع على شفتاي !!
تمنيت لو أني أصرخ به لا ترحل ..لا تقتلني بغيابك...
إن كنت راحلا لمن ستتركني؟؟
لكن ألمي أقوى من أن أتوسله البقاء...
وجعي أمر من أن أستجديه الرأفة بي...
وبقيت كلماته تتقاذفني بين جحيم التفكير بغد لا يحتويه..وبين يوما ينكرني فيه...
غيابه مؤلم...
رحيله يفتك بي...
لكن ما كان فعلا ينهش روحي أنني لم أجدني في حساباته!!!
لا مكان لي في حقيبة سفره !!!
أيعقل أنني سقطت سهوا من بين أوراقه؟؟
أم أنني ما كنت يوما أخصه؟؟!!
سألني عندما لاحظ غيوم اليأس تستوطن ملامحي...
أتراني أزعجتك بحديثي؟؟!!!
لا يا حب العمر ...
حديثك يطربني دوما...
وجودك وحده يبث الحياة في كياني بأكمله...
لكنني أتعجب فعلا كيف أنك نسيتني و أنت مني؟؟!!!
أأصرخ بأعلى صوتي أين أنا من أحلامك؟؟؟
أين أنا من مستقبلك؟؟؟
أين أنا يا أنت ...
يا حبا وهبته ذاتي ...
لكن لا نفع لصراخي في صمت مشاعره...
إن كان لا يراني فصمتي أكرم لي...
.......................
.....................
أتعلم يا أغلى مني ما يحزنني فعلا؟؟
أنك ستلقي بنفسك في فوضى أيام لا ترحم...
سيلتهمك الزحام..
سيبعثرك الركض خلف سراب لن تطاله يوما...
يا حبيب العمر...
ليس رحيلك ما يدمي قلبي ...
بل رهانك على ما لا يساوي...
..........................
..........................
وبين كلماته القاتلة أرعبتني جملة قالها
((لو أنني أجد مقابل يساوي لبقيت!!لو كان هناك قيمة تستحق تنازلي عن طموحاتي لرضيت))...
جملته هذه نبهتني لواقعي المرير ...
لخسارتي الفادحة...
أنا أيضا لا أجد مقابلا يستحق ما أتنازل عنه...
لكن هل المشاعر والأحاسيس أيضا تخضع لهذه المعادلة؟؟!!
إن كان الجواب نعم فيا حسرتي التي ستلازمني ما بقي لي من عمر على ما ضاع مني في مقابل لا شيء ...
وبينما أنا غارقة في التحسر على سذاجتي ...أعادني صوته لأرض الواقع اليائس منا...
فعدت أكمل حديثي الذي لا أدرك منه شيئا وذات البسمة الغبية ما زالت قابعة على شفتاي ...
و إنتهى موعدنا العقيم كعادته...
غادرني كما جاء لم يضف لي سوى ألما لا ينتهي وحيرة لن ترحمني ...
بقيت حيث أنا لا أقدر على الحركة من مكاني ...
لماذا أستمر في حبه؟؟
رجلا لا يعرف عني سوى أنني إمرأة ترفه عنه وقت فراغه...
أي شيء سأجده عنده؟؟
ماذا سيمنحني وهو لا يملك شيئا مما أحتاجه...
لا يعرف الأمان...
لا يعرف الحب...
لا يعرف شيئا سوى نفسه وليته يملكها....
................................
...............................
((ما أصعب أن تبحث عن الحب في قلوبا تحجرت))
ناديا الأربعاء 28 إبريل 2010م









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق